كم هو جميل وأكثر من رائع أن يكون صاحب القلب الكبير المتسامح هو فخامة الرئيس القائد، غير أن هناك ثلة من الناس خرجوا في أخلاقياتهم عن المألوف، الأمر الذي يفهم منه أن مثل هؤلاء ليس إلاَّ أن طباعهم غلب عليها التطبع، وهو سلوك مشين منبوذ وصاحبه كذلك فهل ينطبق على مثل هؤلاء النفر من الناس مقولة إن من شب على شيء شاب عليه ومات عليه أيضاً. ولمثل هؤلاء ومن سار على دربهم ومن يقف وراءهم نقول: إن من العيب حقاً أن يسعى المرء إلى خراب بيته على ساكنيه الذين هم في الأصل أهله وأقرباؤه وعشيرته، وليس أدل على ذلك أن مشاريع تنموية وبنية تحتية كان يفترض أن تخدم المواطن في حياته بل وهو في أمس الحاجة إليها نجدها ولأسباب لا داعي لها أصلاً قد توقفت نتيجة بعض السلوكيات التي يعرفها الجميع في الوقت الذي نحن في غنى عنها، لذلك يجمع رجال الدين والساسة والاقتصاد أن الأمن والاستقرار هو شرط من شروط مواصلة سير عجلة التنمية إلى الأمام وهي الطريق الآمن لتوفر الأعمال لكل الناس وبالتالي تضمن لقمة العيش.. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : لماذا لا نجعل من الأمن والاستقرار شجرة مثمرة نغرسها أولاً ونرعاها ثانياً كي تعطينا الأرض من خيراتها لنا ولأولادنا من بعدنا؟. إن المتابع لأعمال الشغب في بعض المحافظات الجنوبية وتحديداً في بعض مديرياتها ونسأل أنفسنا ماذا جنينا من كل ذلك؟ لاشك أن الحكيم والعاقل يقف على النتائج موقف الحائر جازماً بكل ثقة أن ذلك ليس إلا خروجاً على النظام والقانون وهو تمرد على الذات البشرية أولاً قبل أن يكون تمرداً على الدولة، لأن من يسلك طريق الشيطان لن يجني سوى الشر. الوطن يسع الجميع وخيره للجميع، ومن جدّ وجد ومن زرع حصد وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.. فهل آن الأوان أن نفتح صفحة جديدة خصوصاً بعد توجيهات القيادة السياسية بزعامة الرئيس القائد الإفراج عن مثيري الشغب والمظاهرات مالم تكن على ذمة قضايا جنائية؟ هل تعلمنا الدرس بعد لا سيما وأن الحجة التي كان المتظاهرون يحتجون ويستندون عليها من خلال رفع بعض اللافتات للإفراج عن المعتقلين.. وبعد هذا هل جزاء الإحسان سوى الإحسان، وعلى الكل أن يعتبر نفسه عين وأذن الوطن يراقب وبالتالي يقوم بواجبه الوطني على أكمل وجه من موقع “حب الوطن من الإيمان” وماذا بعد الإفراج يا ترى.