تتميز بتاريخيتها الطويلة.. وهي علاقات فرضتها الحتمية الجغرافية، فالعلاقة الفرعونية السبئية أو مع الدولة اليمنية القديمة كانت جداً مزدهرة خاصة في المجالات التجارية، حيث كانت تربط الدولة اليمنية القديمة بمصر الفرعونية علاقات وطيدة بحكم الوضع الجغرافي لليمن جنوب البحر الأحمر، ومصر في شمال البحر الأحمر، لذا ربط بين القطرين البحر وطريق القوافل التي كانت تصل إلى ميناء ينبع في الشمال الشرقي من البحر الأحمر. وقد ظلت هذه العلاقة طيلة فترة الدولة العربية الإسلامية، وفي عصر الدويلات المملوكية، والايوبية، والفاطمية، حيث كانت تلحق اليمن سياسياً وفكرياً، ودينياً مع الدول المصرية الآنفة الذكر وظلت العلاقات متينة قوية، لكن الاستعمار والحكومات الملكية في مصر واليمن أثر على هذه العلاقات ردحاً من الزمن.. إلا أنها عادت أقوى وأمتن مع ثورة يوليو المصرية وثورة سبتمبر و اكتوبر اليمنيتين حيث ارتبطت اليمن مع مصر دماً، وسياسة قومية وحدوية نهضوية مازالت عراها متينة حتى اليوم، ولم تغير في متانتها سلبياً كل المتغيرات القومية والدولية.. فمصر مازالت شقيقة كبرى بالنسبة لليمن ومابرحت بينهما جوامع مشتركة كثيرة في طليعتها التحرير والوحدة والطموح النهضوي القومي. هذه العلاقات وثيقة بالعلاقات الحميمية بين الرئيس علي عبدالله صالح الذي يدرك مدى تجذر العلاقات اليمنية المصرية.. وبين أخيه الرئيس محمد حسني مبارك رئيس مصر الكنانة والذي مازال يحرص على توثيق علاقات مصر باليمن من خلال مواقفه إلى جانب الجمهورية اليمنية ووحدة أراضيها، وأمنها واستقرارها.. ذلك ما أكده الرئيس صالح خلال زيارته الاطمئنانية على صحة الرئيس مبارك في شرم الشيخ بعد عودته من العملية التي أجريت له في المانيا ،حيث قام الأخ الرئيس بهذه الزيارة في 18 من ابريل بهدف البحث أيضاً في أوجه التعاون الثنائية بين مصر واليمن خاصة في مجال الاستثمارات الاقتصادية والسياسية ورفع وتيرة العمل التجاري بين البلدين كما جاء في تصريح الأخ وزير الخارجية اليمني. ومن المهم اليوم الاستفادة من الاستثمارات المصرية في مجالات الاسماك والزراعة والسياحة وتوسيع التبادل التجاري لان مصر لها باع طويل وخبرة غير عادية وناجحة.. وبالمرة يكون ذلك على طريق تشبيك المصالح اليمنية المصرية لروابط لا تنفك عراها.