تعد بلدنا جزءاً من مجتمع دولي، بمعنى أن ثمة علاقات دبلوماسية تربطنا مع كافة الدول من خلال السفارات وممثليها وفق قوانين وأنظمة متعارف عليها عالمياً. هؤلاء القائمون على السفارات يمتازون بامتيازات كثيرة.. كونهم يمثلون بلدانهم مما يعني ضرورة التعامل معهم بالصورة المشرفة، الموروثة عن حضارات وتقاليد وأعراف سامية فضلاً عن تلك الأوامر الدينية الداعية إلى مكارم الأخلاق.. سفراؤنا في الخارج يحظون أيضاً بتلك المكانة المثلى من قبل جميع الدول، ولا يعني ذلك أن تواجد سفاراتنا في الخارج يمثل عامل إخلال بسيادة تلك البلدان، أو أننا مستعمرون لها، والعكس أيضاً.. لذا فتواجد السفارات الأجنبية في بلداننا يدخل ضمن منظومة المواثيق والأعراف الدولية المتعارف عليها. فلا يعني أن تواجد السفارة البريطانية أو الأمريكية.. أو غيرهما في بلدنا أننا مُحتلون من قبل تلك البلدان مما يوجب ضرورة مهاجمتها، هذا أمر غير صحيح، لأن الأمر لو حسب بهذه الطريقة لكانت اليمن محتلة العالم، فسفاراتنا موجودة في كامل بقاع الأرض، ولكنها لا تعني احتلالنا للأرض. اللافت للخبر الاستهداف الإرهابي الذي تعرض له السفير البريطاني في صنعاء. شاب لم يبتعد عن الطفولة كثيراً، تفاجأ أسرته من خلال أشلائه بأنه مثل مادة للإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. حقيقة الأمر يستدعي أكثر من تساؤل من ضمنها دور المؤسسات التي تمثل عامل وقاية كيلا ينحرف الشباب نحو هذه المعتقدات الضالة. من تلك المؤسسات التلفزيون وبرامجه، الإعلام المقروء، الجامعات، المنتديات، المساجد.... إلخ. فالرسالة أكثر من واضحة بألايكون المجتمع في غفلة عن أبنائه حتى نفاجأ بما لا يحمد عقباه.. لكل قلبي الوطن.