إن ما تشهده الساحة اليمنية في الفترة الراهنة يستدعي من جميع أبناء اليمن الشرفاء باختلاف ألوانهم وأفكارهم وثقافاتهم وانتماءاتهم الوقوف صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه المساس بوحدة وتراب وأمن اليمن سواء أكان في الداخل أم الخارج، من أبناء اليمن أو من غير أبناء اليمن، دولة أو جماعة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، فالوقوف في وجه هؤلاء واجب ديني يجسد معنى حب الوطن والذي هو أساس الإيمان, هذا ما لمسناه من البعض وافتقدناه للأسف من البعض الآخر. وبعيداً عن أبناء اليمن الشرفاء الذين يدافعون عن وطنهم ووحدته بكل ما لديهم من قوة وفكر وقدرة فإنه للأسف الشديد هناك من يدّعون زوراً وبهتاناً حبهم لليمن وأرضه وأبنائه إلا أنهم لا يضمرون إلا الشر لهذا الوطن وأبنائه لأنهم خذلوهم في كل محفل انتخابي، تراهم دائما يظهرون على شاشات التلفاز هنا أو هناك أو يكتبون المقالات قائلين: نحن نحب اليمن وأرض اليمن ونسعى للحفاظ على الوحدة ونسعى للرقي بمستوى المعيشة ونسعى.. ونسعى.. ونسعى.. دائماً ما يرددون ذلك دون كلل أو ملل في إشارات واضحة لمدى حبهم للوطن , ولكن ما تخفيه صدورهم أكبر وأعظم فنجدهم في كل وقت وحين يتهجمون على النظام السياسي ومساعي أجهزة الدولة للحفاظ على أمن الوطن ويستنكرون كل ما تقوم به هذه الأجهزة في هذا المجال. استنكروا وأدانوا جهود الدولة في القضاء على الفتنة التي أشعلها المتمردون في بعض مديريات صعدة, واستنكروا الضربات الاستباقية ضد إرهابيي القاعدة, واستنكروا التصدي الحازم لدعاة الانفصال والتشرذم , وكأن لا عمل لهم سوى رفض واستنكار وإدانة كل ما تقوم به الدولة من جهود للحفاظ على الوطن وحماية الأمن والاستقرار، دائماً ما نشاهدهم من وقت إلى آخر هنا وهناك يرغون ويزبدون بما لا ينفع الشعب بشيء لأن المهم لديهم إثقال كاهل الدولة وإفشال كل جهودها. ما دفعني للكتابة في هذا الصدد ما وجدته من هذه المعارضة (المشترك ) وأعوانهم من فضائيات تلفزيونية وصحف أهلية وحزبية تتباهى بالاستنكار على كل عمل تقوم به الدولة لإحلال الأمن والارتقاء بمستوى المعيشة في اليمن، لكن عندما يقوم إرهابي بتفجير نفسه في وسط العاصمة صنعاء أو يقوم انفصاليون بالتقطع واختطاف اليمنيين وغير اليمنيين هنا أو هناك فإنهم لا يلقون بالاً لهذه المعضلات الكبيرة في تضارب واضح وفاضح وخلل كبير في عقولهم ومستوى تفكيرهم في كيفية المعارضة الحقيقية، فقد أصبحوا معارضين لكل شيء تقوله وتعمله الدولة بغض النظر عن ماهية هذه الأعمال ولا يهمها أن تستنكر أو تعارض الأعمال الإجرامية والإرهابية، بل يلقون اللوم على الدولة وضعف الأجهزة الأمنية وعندما تقوم الأجهزة الأمنية بعملها يستنكرون هذه الأعمال حتى إنني أصبحت محتاراً كيف أرد على كل من يسألني هنا في غربتي من مواطني البلد المغترب فيه عن هذا الموقف، حيث إن أحد هؤلاء سألني السؤال الآتي: “ المعارضة عندكم استنكرت الضربات الأمنية الاستباقية ضد عناصر القاعدة وما صاحبها من إفشال عدد من المخططات الإرهابية التفجيرية التي كان مخططاً أن يقوموا بها، وعندما قام إرهابي بتنفيذ عملية تفجير في العاصمة صنعاء لم تتفوه المعارضة بكلمة بل استنكروا ضعف الأجهزة الأمنية لعدم اكتشاف العملية قبل وقوعها، ما هذا التضارب الواضح في رؤية المعارضة لديكم وتدعون بأنكم وصلتم إلى مستوى كبير في الديمقراطية على المستوى العربي والإقليمي والعالمي ؟! هذا السؤال لم أستطع الرد عليه إلا بابتسامة مليئة بالحسرة والندامة على معارضة امتهنت وتمتهن سياسة تصيّد أخطاء الحكومة وزيادة الطين بلّة كما يُقال ومحاولة إفشال الإنجازات وتضييق مستوى التنمية دون الاهتمام والالتفاف إلى النتائج التي ستعصف بهم قبل الغير، فيا أسفاه على معارضة كنا نتمنى أن تكون ذات فكر ووعي عاليين وذات هم وطني راق، نعم يا أسفاه على معارضتنا وهي تسخر كل جهودها للإضرار والثوابت الوطنية ومصلحة الوطن وتسعى لشرذمته وإعادته إلى عصور الظلام.