لست أدري لماذا يتكرر أمام عينيّ ذلك المشهد التاريخي الذي مرّ فيه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في أول يوم أشعل فيه الانفصاليون والمرتدون الحرب ليقول بملء الفم: «الوحدة أو الموت!». ستظل تلك العبارة محفورة بالذاكرة مهما طال الزمان.. وسأظل وغيري نفتخر بقائد بطل لم يرضخ ولم يلنْ ولم يفرط في يوم من الأيام بالوطن مهما كانت الأسباب، ومهما بلغت التحديات والصعاب والمخاطر. يومها.. كان أصحاب المشروع الانفصالي الخبيث يبحثون عن مصالحهم فقط، ويؤرخون من جديد لتفاصيل أخرى من تاريخ أسود ملطخ بالدماء والمجازر والقتل والسحل.. وهدفهم أن يفوزوا بالأطماع، وأن يعودوا إلى ماضي التشرذم والحكم بالحديد والنار؛ كونهم تربوا وعاشوا على ذلك.. وأتقنوا الخداع والمكر والضرب من وراء الظهور حتى وهم يجلسون على طاولة واحدة تجمعهم في اجتماع رسمي!. لكن إرادة الله سبحانه وتعالى كانت الأقوى.. وقدره كان الحاسم.. ومن ثم كان للرئيس الشجاع القائد علي عبدالله صالح الدور البارز في أن تهب اليمن برجالها وشبابها وكبارها وصغارها لحماية أهم المنجزات وأغلاها وأعظمها. تلك العبارة.. وجدُّتها أمس واليوم.. وسأجدها غداً.. مسكونة في كل القلوب.. والجميع نجدهم يواجهون أي مؤامرات رخيصة.. ساقطة.. بعبارة بسيطة تقول: «الوحدة أو الموت» ما أعظم معناها وما أقوى رسالتها!. وليس أقوى منها.. إلا هذه المنجزات الوحدوية العظيمة.. وتلك الأخوّة والمحبة التي تربط أبناء اليمن من كل المحافظات.. وروابط النسب والقرابة التي أصبحت تحكي واقعاً آخر يؤكد في أهم دلالاته أن اليمن أسرة واحدة؛ صعب جداً أن تفكك مهما بلغت المؤامرات. وإذا ما كنا اليوم في مايو العظيم نحتفل بالعيد العشرين لوحدتنا الغالية؛ فإن العظة والعبرة مطلوبة عند أولئك القلة ممن أغواهم الشيطان وعبدوا ذواتهم المريضة، وانكسروا أمام الثروات التي نهبوها وهربوا بها إلى خارج الوطن. بات عليهم أن يستوعبوا الدروس الكثيرة.. وأن يعرفوا ويتأكدوا أن اليمن كبير.. عظيم.. بقائده.. وأبنائه.. ورجاله.. ووحدته.. وأن الوحدة باقية راسخة.. شامخة.. وهم فقط.. من سيدفنون أنفسهم في «مزبلة» التاريخ.. بعد أن دفنوا أنفسهم في وحل الخيانات والمؤامرات. والأهم من ذلك أن يكونوا مدركين أن اليمن لم تعد تلك التي يحولونها ما بين ساعة وأخرى إلى ساحة اقتتال وتصفيات دموية. اليمن اليوم آمنة.. مستقرة.. متطورة.. ويكفي أنها تنعم بقائد متسامح.. لم يلطخ يده بدم.. ولم يكن إلا صدراً واسعاً وقلباً دافئاً لكل اليمنيين.. وحتى لمن عبدوا المصالح وأغواهم الشيطان!. [email protected]