تبنى محافظ إب القاضي الفاضل أحمد عبدالله الحجري مبادرة هي الأولى من نوعها في اليمن ووضعها أمام كل المسؤولين والمشائخ والأعيان وكبار المزارعين تهدف إلى تدشين مشروع زراعة البن في الأراضي التي شهدت في السنوات الأخيرة ظهور أشجار القات إلى جنب الذرة بنوعيها الصغير والكبير الحبة وماهي إلا أشهر أو سنوات حتى قضى القات على مادونه من مزروعات غذائية.. وقد تجاوب أبناء المحافظة بعد الطرح والشرح الذي قدمه المحافظ الحجري من أن عائدات زراعة البن ستكون أكبر من أرباح ومداخيل القات من الناحية الاقتصادية والصحية وأول من سيربح هو المزارع، كون البن اليمني يتمتع بسمة دولية من القدم والإقبال على قهوته ينمو بين الشعوب لاسيما بعد أن أظهرت تقارير طبية فوائده الصحية على عكس ماكان يشاع في السابق من أنه يسبب الأرق وأمراض الدم.. وذهبت بعض الدراسات الطبية والنفسية الدولية إلى أن المدمنين على الخمور وبعض المخدرات المهلكة للعقل والمال بدأوا بمقاطعتها واستبدال متعتهم المؤقتة التي يضيع فيها العقل والتفكير بتناول القهوة في المقاهي المعروفة القديمة والمقاهي الجديدة التي شجعت جمعيات ومنظمات أهلية فيها أعضاء فاعلون من الأكاديميين والمتخصصين في العلوم الصحية والطبية, وقد انتشرت الآن زراعة البن في كثير من البلدان التي لم تكن تعرف زراعته وتلك الدول المعروفة بزراعته منذ عقود كالبرازيل وعدد من دول أمريكا الجنوبية وبعض الدول الافريقية.. أحب أن أشير في هذا الصدد إلى أن محافظ ذمار يحيى العمري قام شخصياً بقيادة حملة شبه مسلحة لإزالة أشجار القات التي كانت قد غرست في مواضع كثيرة في قاع جهران الخصيب قبل سنة ونصف تقريباً لما رأى أن هذه الشجرة تزحف بسرعة فائقة يمكنها أن تحول ذلك القاع الكبير في غضون سنوات قليلة إلى غابة للشر الذي يمثله القات وخاصة شر السرطانات التي كانت السبب الرئيسي في ظهور الحالات العديدة من هذا الداء نتيجة استخدام المبيدات الزراعية المرخصة والمحظورة بطرق عشوائية هدفها الربح السريع مرتين أو ثلاث مرات في السنة.. ومع أن الحملة قد واجهت صعوبات وخروقات مثل إعادة غرس القات في المواضع التي اقتلع منها وتكرار التحدي من قبل المزارعين إلا أن تلك الحملة قد ابطأت فعلاً سيطرة القات على قاع جهران, وأما بالنسبة لمبادرة محافظ إب فيؤمل لها النجاح لأنها بدأت بالتشاور مع الجميع لضمان استمراريتها والوصول بها إلى النتيجة التي ترضي المزارعين أنفسهم بعوائدها المادية التي تساوي أو تفوق عوائد القات, إذ أن هذا المحصول الاستراتيجي سيعم أسواق العالم ويستعيد السمعة التي فقدناها بين المستهلكين وسنطلب شركات ووكالات استيراد وتوزيع محلية وخارجية عقد صفقات تجارية للبن بالعملات الأجنبية التي تحسن الميزان التجاري لصالح اليمن حكومة وشعباً وتعوض ماتفقده من هذه العملات في شراء الطعام والمواد الكيماوية بصورة طبيعية ومرنة وغير مكلفة..