لازالت تتواصل الفعاليات الاحتفائية بمناسبة العيد الوطني العشرين للوحدة 22 مايو المجيد في عموم محافظات الجمهورية وكانت مدينة تعز التي تشرفت باحتضان الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة العظيمة والغالية قد شهدت لحظات الفرح بالعرس الوحدوي الكبير صباح يوم السبت الماضي 22 مايو من خلال المهرجان الشبابي الكرنفالي الذي أقيم بميدان الشهداء بحضور فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي تم فيه عرض أوبريت «يوم من الدهر». كما شهدت مدينة تعز مساء الجمعة الماضي 21 مايو إطلاق الألعاب النارية التي زينت سماء المدينة بتشكيلات جميلة وبديعة صاحبتها زغاريد الفرح التي انطلقت من أسطح منازل المدينة وجبل صبر وقد حرص الكثير من الناس « رجالاً ونساء وشباباً وأطفالاً» على التوجه إلى الأماكن المرتفعة لمشاهدة الألعاب النارية،حيث اكتظ الخط الدائري وحتى الدمغة وثعبات وطريق جبل صبر بعشرات السيارات التي نقلت العوائل إلى هذه الأماكن للاستمتاع بلحظات الفرح الوحدوي. العيد الوطني العشرون للوحدة حمل معه إلى أبناء تعز بصفة خاصة بشارات عدة وفي مقدمتها بشارة البدء بتنفيذ مشروع تحلية المياه من البحر ومد الشبكة من محطة التحلية في المخا إلى مدينتي تعز وإب وكذلك توسعة المطار وتطوير ميناء المخا وإنشاء كلية الطب والعلوم الصحية والمستشفى الجامعي والمدينة الرياضية كما حمل أيضاً بشارات عدة لأبناء الشعب اليمني عامة وذلك من خلال المبادرة الوطنية لفخامة الأخ رئيس الجمهورية التي أعلنها في خطابه الوطني والتاريخي عشية عيد الوحدة والتي تضمنت دعوة صادقة ومخلصة لإجراء حوار وطني شامل لا يستثنى منه أحد تحت سقف المؤسسات الدستورية ودون شروط مسبقة وفقاً لاتفاق فبراير 2009م الذي ابرم بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك الممثلة في البرلمان وتم بموجبه تأجيل الانتخابات النيابية لمدة عامين بهدف إجراء إصلاحات سياسية وانتخابية. مبادرة فخامة الأخ الرئيس لم تقتصر على دعوة كل أطياف العمل السياسي وكل أبناء الوطن في الداخل والخارج للحوار بل تضمنت الترحيب بتشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة القوى السياسية الفاعلة الممثلة في البرلمان وفي المقدمة الشريك الأساسي في صنع الوحدة وكذا الشريك في الدفاع عن الوحدة وذلك بناء على ما يتفق عليه الجميع في ضوء نتائج الحوار. ليس ذلك وحسب بل تضمنت مبادرة الأخ رئيس الجمهورية عفواً عاماً عن كافة المحتجزين على ذمة فتنة التمرد في صعدة والخارجين عن الدستور والقانون في بعض مديريات محافظات أبين ولحج والضالع وذلك بهدف طي صفحة الماضي وبدء صفحة جديدة لبناء حاضر ومستقبل اليمن بمشاركة كل أبنائه. خطاب فخامة الأخ الرئيس ركز بشكل محوري على تجاوز الماضي وكذا تهيئة كافة الظروف لإجراء حوار وطني مسؤول لايستثنى منه أحد فدعوة الأخ الرئيس واضحة فهي موجهة لكافة أطياف العمل السياسي وكل أبناء الوطن في الداخل والخارج ورحب بالشراكة الوطنية والعفو عن كافة المحتجزين على ذمة فتنة صعدة والأعمال الخارجة عن القانون في بعض المحافظات الجنوبية وبشكل عام فإن المبادرة توفرت فيها كل عوامل النجاح وتهدف أولاً وأخيراً لتعزيز بناء اليمن الجديد وبناء الدولة اليمنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون ولأجل ذلك طالب فخامة الأخ الرئيس في خطابه التاريخي بضرورة « الابتعاد عن المشاريع الصغيرة والمكايدات السياسية والعناد والأنانية والتعصب الفردي والمناطقي والطائفي والسلالي والترفع فوق كل الصغائر وأن يكبر الجميع مثلما كبر الوطن بوحدته المباركة وحيث لا يجوز بأي حال من الأحوال لأي شخص ينتمي إلى هذا الوطن أن يسعى إلى التخريب والإضرار بمصالح الوطن». المبادرة الرئاسية جاءت استجابة لحاجة الواقع ودليلاً على الثقة الكاملة للقيادة السياسية بنفسها وعكست حرص الأخ الرئيس على حاضر ومستقبل الوطن وذلك بإشراك الجميع في تحمل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية.