هذا العام 2010 م هو العام ال20 من عمر الوحدة المباركة الذي يأتي وقد فهمنا احتياجاتنا التنموية , ليكون الاحتفال بهذه المناسبة تاجاً على رأس الوطن ويعزز من ثوابته ويمكّن من السير على خطى أهداف الثورة , وهي ببساطة مدرسة وطريق وخدمات صحية واقتصادية واجتماعية تجللها رايات الوحدة بعد أن حرم شعبنا وظل يناضل من أجل ان تكون تلك الأحلام والوحدة واقعاً ملموساً واستحقاقاً فعلياً لدولة الوحدة التي يمتد الاحتفاء بها ليتقاطع مع الاحتفاء بالثورتين المباركتين الذي يؤكد على استمرارية انسياب أهدافها الوطنية ليس من خلال الشعارات فقط لكن أيضاً من خلال صياغة السلوكيات والأفكار والمبادئ كونها استحقاقاً وطنياً لتعزز النظام الوطني خاصة أن بعض التصرفات تتسم باللامبالاة وتعمل على تعكير صفو الحياة مثل مخالفة قواعد المرور أو رمي المخلفات في الشارع فتعكس منظراً غير حضاري وغير أخلاقي يخالف قواعد وعادات المسلمين بتجنب أذى الطريق وإماطة الأذى عنه أو بحفر عشوائي للآبار أو ترك الشوارع وهي أشبه بساحة حرب كلها حفر ومطبات.. ومن هنا لابد أن نضع الأولويات ومنها ان يكون الاحتفاء بعيد الوحدة المباركة لترميم ما خلفه عبث وفوضى هذه السلوكيات السيئة.. إننا نحتاج إلى خدمات منتظمة ومستمرة وذات أولوية يتمكن معها مستخدمو الطرق من مشاة وركاب من ممارسة حياتهم بأريحية واستخدام حقهم في العبور الآمن والسليم , وحتى لا تكون الطرق وسيلة للموت وقانا الله جميعاً من ذلك القتل والحتف المريع حيث يعتبر الإنسان ثروة قومية. حقيقة لم يكن دافعي لكتابة المقال - في ظل الاحتفاء بهذا الحدث العظيم - سلامة الأرواح فقط , وهذا أمر هام ولكن أيضاً لتلك الظاهرة التي تتعلق بالاستهدافات التنموية القاصرة التي لا تتواصل ولاتقدم خدمات مابعد الانتهاء من الإنشاء من خلال توفر خدمات التوعية وهي مسألة هامة وحيوية لابد منها كونها يجب ان تستهدف العنصر البشري وكون ذلك وهو نتاج لتطورات تنموية يفترض ان تكون دولة الوحدة مستوعبة لها ومتواصلة مع هذه المعطيات لأثرها الايجابي على الإنسان ومايتحقق من ذلك بإعادة صياغة ممارسة الإنسان البيئية والخدمية كون شارع نظيف ومدرسة نظيفة تعني مواطناً واعياً وتعني نموذجاً يحتذى به في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعني في الوقت نفسه تنمية سياحية وممارسات ايجابية تقدم صورة مشرّفة للمواطن اليمني وهو ينفض غبار التخلف والجهل ويقدم نفسه للعالم كإنسان عصري متحضر، فالأصالة للشعب اليمني تاريخاً وثقافة لن تبرز وتكون ماثلة إلا بمواطن يمتلك مقومات الوعي والرقي على صعيد ذاته ومحيطه ويقدم نفسه للعالم بهذا الاستحقاق. لا أظن ان هذه الممارسات الإيجابية المرجوة بعيدة عن القيم والثوابت الوطنية بل اننا نحتاجها كثيراً فالوحدة ترقى وتتعزز بالانجازات التنموية من بنية تحتية وخدمات تنموية وممارسات سلوكية راقية ترسخ من خلالها اليمن حضارة وسلوكاً لإعادة بناء الإنسان اليمني ليس من خلال الهياكل التنموية ولكن من خلال الحفاظ على هذه الهياكل بضمانات قانونية أخلاقية تسترشد بمبدأي الثواب والعقاب سبيلاً نحو الحفاظ على كل ما تمتلكه اليمن.