تبدو الساحة اليمنية خالية من الفعل النموذجي لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين فرقاء العمل السياسي ,والسبب كما يبدو لي أن النخب السياسية والفكرية والثقافية في ساحتنا اليمنية لم تحتفظ لنفسها بقدر من الموضوعية في طرح الحقائق على الناس ,ولم تتمكن من لعب دور الإصلاح الاجتماعي والسياسي ,فالنخب السياسية إما منحازة كليةً لأطراف اللعبة السياسية سواء بقناعة أو بدونها ,وأما أنها انزوت بعيداً وحشرت نفسها في ركن قصي وفضلت عدم المشاركة في شئون الحياة العامة ,وفي كلتا الحالتين فإن النخب السياسية تمارس دوراً سلبياً وليس الدور التنويري الذي ينبغي أن تقوم به للإسهام في معالجة قضايا المجتمع وإيجاد الحلول المناسبة لها. إن النخب السياسية في المجتمعات بمثابة المسرحيات الاجتماعية التي تمتلك رؤية مستنيرة وقدرة على الحركة وقول الحقيقة ,وهذه النخب وحتى إن كانت لها انتماءات حزبية إلا أن الانتماء الأكبر للوطن اليمني هو الطاغي والمهيمن على أقوالها وأفعالها لأن الصالح العام هو الغاية المطلقة لدى تلك النخب أما الحزبية فليست إلا وسيلة لتحقيق الغاية العظمى ,ولكن ما الذي حدث للنخب السياسية في اليمن .؟ وهل هذه النخب تقوم بدورها الوطني كما ينبغي ؟ أم أن الانتماء الحزبي المقيت قد غلب عليها وحول مقاصدها العامة إلى المقاصد الخاصة؟ ولا أتسرع في الاجابة على هذه التساؤلات لأن التسرع في ذلك يقود إلى الخطأ ولانريد تكرار الاخطاء ولذلك اضع علامات الاستفهام هذه أمام النخب السياسية في ساحة الفعل السياسي الوطني لدراسة الإجابة وتمحيص الموضع ومراجعة النفس من أجل مصالح البلاد والعباد والقيام بالدور الوطني الذي ينبغي القيام به ,وليس من العيب الاعتراف بالخطأ ولكن العيب كل العيب الاستمرار في فعل الخطأ ,ونأمل المراجعة الموضوعية بإذن الله.