(أمر المؤمن كله خير؛ إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر) الحديث بمعناه عن أفضل الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ما يحدث من مشكلات أمنية واقتصادية هي بداهة (ضراء) تزعج كل غيور على وطنه, فأي مشكل مهما يكن بسيطاً فضلاً عن أن يكون مركباً فإنه يهم كل فرد من أبناء اليمن. وأي يمني مهما يكن في موطن بعيد داخل اليمن أو خارجه لابد أن يصاب بخسارة فادحة إن أصاب وطنه جرح ولو باللسان، فالعنصرية والانفصال جراح أيما جراح على مستوى الحقيقة والمجاز. وإذا كان مطلوباً إلى الشعب اليمني أن يصبر على (الضّرّ) الذي أصابه ويصيبه من حين إلى آخر؛ فإن كل شعبنا مطلوب إليه أن يفهم الصبر فهماً موجباً لا سالباً. والصبر الإيجابي يتمثل في أن نحترم قوانين مؤسساتنا جميعها, خاصة مؤسسة العدل، والصبر يكون من الحكومة في أن يكون رجالها قدوة في احترام القوانين النافذة, وأن يكون القانون محترماً ومكرماً من كل صاحب قرار ومن مواقع السلطة الأولى. فالمشكل هو أن القوانين في الدول النائمة ومنها بلادنا في معظم الأحيان يطبقه الصغار, ولا يحترمه كثير من الكبار, مما يولد التمرد والفوضى والاستخفاف بكل المؤسسات. وأن يكون القانون محترماً من قبل المواطن العادي أن يعلم هذا المواطن ومن خلال (تفهيم) و(تفقيه) هذا المواطن بأن هذا القانون هو من أجله ولمصلحته. الصبر على الضراء هو مزيد من احترام قوانين البلد والتسريع الجاد بإكمال البنى المؤسسية لوزارة العدل, وأنه من المناسب أن نشيد هنا بوزير العدل الذي أنجز كثيراً من البنى التشريعية والعدلية في بلادنا, وأصبح القاضي خاضعاً للعدالة, فمن آن لآخر يقدم قاضٍ في العدل أو وكيل في النيابة إلى المحاسبة. لا نستثني مجلس القضاء الأعلى ممثلاً برئيسه المحترم النزيه وزملائه المحترمين من الشكر والإشادة, معبراً عن سعادتي وباسم كل المواطنين الذين - وإن رأوا أن الخطوات في المحاسبة بطيئة نوعاً ما - فإنهم يرون بذات الوقت ثورة جديدة في التشريع القضائي (البنيوي) في وزارة العدل, مما يؤكد أن بلادنا تسير إلى الأمام. إن الصبر الإيجابي يقابل ما يصيب المؤمنين في بلادنا هو التفاعل مع الحكومة التي يقود مسيرتها شاب محترم هو الدكتور مجور الذي له سمعته الطيبة، ويشرف على إنجازها هذا الرجل الذي يحبه شعبنا اليمني فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعوّل عليه كل أبناء اليمن في ترسيخ مبادىء الثورة والجمهورية وأهداف الوحدة المباركة.