فتنة الخوارج بكل صدق لن تقف أمام إرادة التحول التي يطمح إليها شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه، وإنما ستدفعنا إلى الأمام. وإذا كان أمر المؤمن كله خيراً إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر، كما في الحديث الشريف، فإن هذه الضراء التي أصابت شعبنا اليمني هي خير، ستكون فاتحة لمراجعات مهمة وضرورية. وأول هذه المراجعات تعميق مفهوم الثورة والجمهورية والولاء الوطني في نفس هذا الجيل الذي لم يعانِ ما عاناه الآباء والأجداد، ثم أمر آخر وهو إعادة النظر من خلال خبراء بمؤسستين، تتبعهما ثالثة: العدل والتربية والتعليم والإعلام، وأخطر هذه المؤسسات هي العدل الذي هو أساس الحرب والسلام، والاستقرار والفوضى، لنسحب البساط من تحت الخوارج، مهما كانت ثقافاتهم واتجاهاتهم. المراجعات ضرورية، ومنها القيام بتنمية عاجلة في صف القوات المسلحة الباسلة، وإنفاذ توجيهات فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله في بناء مدن للقوات المسلحة والأمن، ومراجعة ضرورية أخرى في تنفيذ توجيهاته بخصوص التأمين الصحي لكل المواطنين. كما تنفيذ توجيهاته بخصوص متابعة إجراءات الرقابة الإدارية و«إحياء» الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وإطلاق نشاط النيابة العامة، وتطبيق قانون «التدوير الوظيفي» على الجميع، واختيار الأكفاء الأمناء في الوظائف العامة وفق معايير ضرورية ومنها المؤهل العالي وعدم إخضاع الوظائف للمحسوبية والوساطة والرشوة. وإذا كان المثل «رب ضارة نافعة» فإن هذا الخروج على الدولة هو الضرر النافع الذي سيوقظنا لتلافي السلبيات بكل أنواعها وأن نواجه الأخطاء بشجاعة وبسالة ومسؤولية وشعور عالٍ بالانتماء الوطني. ونحن خلف القائد نبادله الحب والوفاء.. وتحياتنا لكل الشرفاء المدافعين عن الثورة والجمهورية.