ما يحدث في بلادنا الآن هو نوع من الابتلاء والتمحيص وعجبت لأمر المؤمن كله خير، إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر. وأحسب أن هذه الضراء ليست مدعاة للصبر وحسب ولكن للتفكر والاعتبار، فلقد علم شعبنا علم اليقين كيف يكون الإنسان عدو نفسه عندما يكون أحمق لا ينظر في عواقب الأمور. يذهب كثير من المراقبين الواقعيين من أبناء اليمن إلى أن هناك أفراداً وجماعات حاولت أن تخطف إرادة التغيير من أبناء اليمن وأن تجعل من هذه الدماء الفوارة التي تغلي في سواعد شبابنا أمل التثوير والتنوير والتغيير مجرد سلالم للوصول إلى مطامعها التي تنمو كل يوم على حساب الشعب وأهداف ثورته المباركة. ولم تعد مسألة إغلاق المدارس والمعاهد والجامعات تحتاج إلى توضيح ليفهمها المواطن اليمني، الذي يسكن القصور أو البيوت التي تشبه القبور على أنها محاولة قبيحة لاغتصاب حق من حقوقه ومصادرة لأقدس أمنيه له ليرى أبناءه وبناته يزيلون عنه الإحساس بالتخلف والشعور بالمهانة والذل، مهانة وذل الجهل والأمية التي رزح فيها اليمنيون من قرون، إن منطق قفل أبواب العلم والمعرفة أمام 6 ملايين فتى وفتاة منطق غشوم ظلوم مغالط، وأحسب أنه من أمارات غياب العقل والدين والشرف والمروءة والانتماء الوطني عدم الشعور بأن هذا السلوك يضر بمصالح الأمة التي ندعي إنقاذها ونظهر الخوف عليها.. ما يحدث يدعو للعبرة.