بين الحياة والموت مسافة يقطعها القدر ، وبين الحلم والواقع مسافة يقرّبها الطموح، كثيرون هم مَن رحلوا عن محيطنا، ليستقروا في الأزمنة وبين ثنايا الذاكرة، عندما نفقد الأحبة تعتصر القلوب حسرة ولوعة، ونطلق الآهات مرات ومرات. وتذرف العيون دموعها، ونحسّ أن الدنيا ضاقت بنا لفراق من أحببناه.. وللفراغ الذي تركوه لنا. فالكل يعلم أن الأمر في غاية الصعوبة على المُقرّبين من هذا الشخص، وبرغم أن الموت هو الحقيقة المُطلقة في هذه الحياة، وأن الموت مصير كل حي، إلا أن مشاعر الحزن والشعور بالفقد قد تكون أحياناً قويّة، حسب قرابة الشخص المتوفى من الأشخاص الذين يُعانون مشاعر الحزن. فهم لا يُصدّقون بأن قريبهم هذا قد توفاه الله، خاصةً إذا كان الشخص لا يُعاني من أي مرض وتوفي فجأة نتيجة حادث، ولذلك أُذكِّر بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال: (عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له).. رواه مسلم. وفي مقالي هذا أردتُ أن أكون مُذكِّرا ومُعزّياً أسرة الأستاذ مبيريك المزروعي بخليص في فقيدهم الابن (متعب ) رحمه الله رحمة واسعة، وأدعوه عز وجل أن يُصبِّر والديه.. (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)، رواه الترمذي. فاللهم ارحم جميع موتى المسلمين، ونوّر قبورهم.. آمين يا رب العالمين. عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي - رابغ