إن ما يحدث هذه الأيام على المسرح الدولي يشبه قصة مسمار جحا، فقد باع الرجل البيت باستثناء مسمار في الحائط. ولكن من اشتراه فوجيء في الغد أن جحا يطرق الباب يريد دخول البيت للتفتيش عن المسمار، هل أزيل من مكانه أو خبيء، وإذا كان الجواب نعم فيجب قلب جنبات البيت وأفواه الناس للبحث عن المسمار المختبيء. هذه القصة تروي السياق التاريخي عن علاقة (الخبثاء) ب (المغفلين) كما هي في قصة أمريكا مع العراق. وبقدر بلادة المغفلين وحذق الخبثاء فإن خشبة المسرح عامرة بالقصص المسلية. ومن أشهر قصص المغفلين حرب الخليج الأولى حينما مولت ثلاثون دولة الحرب بما امتدت أكثر من الحرب العالمية الثانية وحصدت أرواح مليون شاب ودمار 400 مليار دولار وخرج العراق وإيران كما جاء في قصة القطَّين المتخاصمين على قطعة الجبن عند القرد الناسك الذي التهم الجبن جزاء أتعابه. ومشكلة المغفلين أنهم يؤلّهون القوة واشترى العرب خلال عقد من الزمن سلاحاً بمبلغ تريليون دولار، مع أن «حبنقة» بنفسه يعلم أنه لا يمكن أن تكسب حرباً ضد خصم تشتري منه سلاحاً ينتجه. ولكن الحماقة ليس لها علاج. واليوم يعوّل العرب على القوة فيأتيهم من هو أشد منهم قوة فيطحنهم بالقوة، وينسون أن أعظم قوة هي قوة الشعوب ولم تهزم إسرائيل وتخرج بدون قيد أو شرط سوى في مكان ينزف دماً بحرب أهلية ولا يوجد حكومة تفاوض وبأسلحة فردية. واليوم في فلسطين ظهر سلاح أقوى من القنابل النووية وأسلحة الدمار الشامل بالانتحاريين وبسبب من إسرائيل وأمريكا فهم من دفعوا الأطفال لإنتاجه. ويداك أوكتا وفوك نفخ. ويحاولون تطويقه بحكومة عربية محلية بدون فائدة، فالشعوب لها طريقتها في الخلاص. وقد يهتدي العرب إلى سلاح أقوى منه أيضاً وبدون قتل وهو أسلوب الأنبياء بعدم الطاعة. كلا لا تطعه واسجد واقترب. ولكن مازال الطريق طويلاً له حتى يتحرر الدماغ من سطوة العضلات والعقل من وهم القوة. وأما قصص الخبثاء فهي ما نراه من اتهام العراق بامتلاك أسلحة الدمار الشامل. وكما يقول الصحفي الإسرائيلي (أوري افنيري) إن أسلحة الدمار الشامل يمتلكها الكل من هندستان مروراً بالشرق الأوسط حتى إسرائيل وانتهاء بأمريكا. أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم أفلا تعقلون؟