تتذكرون معي حال الكهرباء في بلادنا منذ أعوام مضت.. وتدهورت أحوالها إلى الحد الذي لا يطاق في العام الماضي وإلى يومنا هذا.. وكل ما نسمعه هو أن وزارة الكهرباء والطاقة ومعها المؤسسة العامة للكهرباء تعملان على تجاوز العجز الحاصل في توليد الطاقة من خلال تجهيز محطة جديدة وبدائل أخرى.. بالطبع.. تلك الوعود أو التباشير الكهربائية جاءت على لسان مسئولين من المستوى الرفيع.. إما الوزير.. أو المدير العام للمؤسسة.. أو غيرهما من أصحاب المسئولية والكراسي الدوارة. وبدون أن نطلب منهم تحديد الموعد النهائي أو الأخير لانتهاء أزمة «طفي.. لصي».. كانوا يسارعون للقول بأن الأزمة ستنتهي بعد ما يقارب الشهرين أو الأربعة الأشهر.. ومنهم من ربط انتهاء الأزمة بانتهاء العمل في المحطة الغازية بمأرب ولم يفصح أن ذلك بعيد.. مما يوحي ويؤكد أنه قريب!!. ولا أعتقد أن شخصاً بإمكانه أن ينسى ما حدث في شهر رمضان المبارك من انطفاءات متكررة وكثيرة وطويلة سببت انزعاجاً شديداً وبدأت في تشكيل حالة صخب وتذمر في أوساط المواطنين من الحال التعيس الذي يعيشونه ووصل إلى حد أن يتناولون وجبة الإفطار وطعام العشاء في الظلام أو على أضواء الشموع الخافتة!!. آنذاك استخدم المسئولون والمختصون في الكهرباء أسلوب (التنويم) وهم يوزعون الوعود ويؤكدون مرة ومرات أن الانطفاءات ستنتهي قريباً وأن الحلول الجذرية قادمة.. ولأننا طيبون نصدق كل ما نسمع ونثق في كل ما يقال خاصة إذا جاء من جهة مسئولة فقد انتظرنا الحلول فلم تأتِ.. والوعود فلم تنفذ!. وتلاحظون أننا منحناهم شهوراً عدة زيادة على الشهور التي حددوها لنهاية الانطفاءات.. ومع ذلك لم نلمس أي شيء.. فقط ما لمسناه وخاصة قبل أيام هو أن الكهرباء أصبحت (معدومة) وساعات الانطفاء أكثر.. وحالياً مازالت المشكلة مستمرة، وما بين الساعة إلى الثلاث يختفي نور الكهرباء وليس مرة.. بل مرتين.. ومرات في اليوم الواحد!. الذي يزيد من مساحة الألم ويوسع دائرة القهر هو أن المسئولين عن الانطفاءات والأزمة المستمرة يصرون على الظهور من جديد ليؤكدوا مجدداً أن الانطفاءات ستنتهي قريباً.. ولا نعرف - بالضبط - هذه (قريباً) ماذا تعني وبأي زمن قادم مرتبطة.. هل بعد عام.. أو عشرة.. أو مائة.. الله أعلم!. بالمناسبة.. شهر رمضان أصبح قريباً والمعاناة ستتكرر.. وأكيد سيظهر المسئول الفلاني والمدير العلاني ليؤكدا أن الحلول قادمة.. دون أي مراعاة لمشاعر المواطنين ولا لما يترتب على ذلك في النفوس!. إننا أمام وضع (كهربائي) محزن وفي مواجهة (كارثة) الانطفاء والكذب معاً.. أما الانطفاء والحر الشديد والامتحانات الدراسية والجامعية النهائية.. فهي الطامة الكبرى.. لكن من يحس.. ومن يستشعر.. ومن يصدّق في زمن استغفال الآخرين وكأنهم خشب مسندة لا تسمع.. لا ترى.. لا تتكلم؟!. [email protected]