يمر عام ويأتي آخر والكهرباء في انقطاع دائم وتعاني نفس المشكلة التي استعصت على كل الحلول والمعالجات.. أزمة الكهرباء مشكلة قديمة جديدة ازدادت تفاقماً بسبب زيادة عدد السكان والتوسع العمراني وزيادة الاستخدام للالكترونيات، حيث أدى ذلك إلى زيادة الطلب على التيار الكهربائي.. وعود كثيرة قطعت، وكلام كثير قيل عن حلول عملية لانهاء أزمة الكهرباء حتى إنه قيل بأن العام 2008سيكون عام انتهاء الانطفاءات الكهربائية وهو ما دفع بأحد الزملاء لأن يكتب في إحدى الصحف مقالة بعنوان «وداعاً للانطفاءات الكهربائية في العام 2008» .. وها نحن في الشهر الرابع من العام 2009والانطفاءات الكهربائية تتواصل بوتيرة عالية ،حيث ازدادت فترات الانقطاع من مرة أو مرتين في اليوم الواحد إلى أكثر من ثلاث إلى أربع مرات. ففي هذا اليوم الذي أكتب فيه هذه المقالة «طبعاً على ضوء الشموع» صحوت من النوم في الصباح وكانت الكهرباء مقطوعة وعندما عدت إلى المنزل في الظهيرة كانت أيضاً مقطوعة وفي فترة العصر أيضاً تم قطعها وفي المساء عند الساعة الثامنة والنصف ليلاً تم اطفاؤها وبعد الساعة الثانية من منتصف الليل يتم قطعها أيضاً وتستمر فترة الانطفاء ساعتين بالتمام والكمال، وإذا كان معالي الأخ وزير الكهرباء لايصدق ذلك فعليه أن يأتي للسكن في حارتنا «بيرباشا» بمدينة تعز ليلمس بنفسه صحة كلامي هذا أو على الأقل يتصل تلفونياً بأي رقم يختاره عشوائياً من دليل الهاتف ويسأل عن الانطفاءات الكهربائية في اليوم الواحد في الأحياء الجديدة بمدينة تعز. طبعاً الكهرباء أصبحت في هذا العصر تمثل شريان الحياة بعد الماء وبدونها تصبح الحياة شبه مستحيلة ،فهل يعقل أن نتحدث عن استقطاب للاستثمارات العربية والأجنبية ونحن في هذا الوضع المؤسف والمخزي.. فأي مستثمر هذا الذي سيأتي لإقامة مشاريع استثمارية في بلد لاتتوافر فيه أهم مقومات البنية التحتية وهي خدمة توفير التيار الكهربائي ..؟! أجزم أنه في ظل هذا الوضع يصبح الحديث عن جذب الاستثمارات ضرباً من الخيال، فبدون توفر الطاقة الكهربائية والمياه ثم الخدمات والتسهيلات الأخرى اللازمة لإقامة المشاريع الاستثمارية وتوفير الحماية للمستثمرين فلا يمكن لأي مستثمر يمنياً كان أم عربياً أم أجنبياً أن يأتي إلينا ويرمي بأمواله هكذا في المجهول. وختاماً.. هل لدى وزارة الكهرباء خطة عملية تنقلنا من واقع «طفي لصي» إلى واقع إنارة دائمة..؟ فقد سئمنا عرض مسلسل «طفي لصي» اليومي والذي يتم عرضه علينا في اليوم الواحد أكثر من ثلاث إلى أربع مرات مما تسبب في اتلاف أجهزتنا الكهربائية وجعل جيوب أصحاب ورش الإصلاح ومستوردي الشموع عامرة، كما يتسبب هذا العرض اليومي المتكرر لمسلسل «طفي لصي» باتلاف المواد التي هي بحاجة إلى حفظ في الثلاجات.. فمن المسئول عن ذلك؟ كان فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - قد قال في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر العام الرابع للصحفيين اليمنيين في مارس الماضي بأنه يجب أن توجه الأسئلة للجهات المعنية حول ما تم تنفيذه من البرنامج الانتخابي الرئاسي الذي بموجبه نال ثقة الشعب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر 6002م بدلاً من إلقاء التهم جزافاً عبر الصحف.. وانطلاقاً من ذلك أتوجه لمعالي وزير الكهرباء والطاقة بالسؤال التالي:« أكد البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية زيادة إنتاج الطاقة الكهربائية والتوسع في التغطية من خلال توليد الطاقة الكهربائية بالوسائل الحديثة والمتطورة بما يلبي الاحتياجات الراهنة والمستقبلية.. إلخ وكذا إنشاء المزيد من المحطات الاستراتيجية لتوليد الطاقة بالغاز وتحسين الكفاءة التشغيلية وتنمية مصادر الطاقة البديلة.. إلخ» فماذا تم في هذا الشأن من قبل وزارة الكهرباء؟.