إن مرحلة الثانوية العامة امتحاناتها لم تعد البعبع الذي يُدخل الرعب في صفوف الطلاب والطالبات وتعلن لأجله الأسرة حالة من الطوارىء لخلق أجواء استذكار هادئة ,بل أصبح اجتياز الثانوية العامة أسهل من اجتياز طفل ال(كي جي ون) لأن الطالب الذي يخوض الامتحانات لم يعد يقع عليه عبء (التهام) المنهج الدراسي بل البحث عن المحافظة المناسبة والمركز الامتحاني الملائم والمراقب »العرطة« .. وبقدر »الزلط« يكون المعدل.. غش وعلى عينك يامراقب!! لذا وجدنا طلاباً قبل بدء العام الدراسي يقومون برحلة الشتاء والصيف بين المحافظات وبالذات النائية التي لايعلو صوت في مدارسها فوق صوت الغش. لا غرابة أن نسمع أن هناك مراكز.. الغش فيها على المكشوف وأخرى تُباع فيها االاجابات النموذجية كما تباع علبة البيبسي ,ولو قارنا المعدلات التي يتحصل عليها طلاب الثانوية العامة منذ أواخر التسعينيات وحتى اليوم وبين ماكان عليه في الثمانينيات لوجدنا الفارق شاسعاً.. فأصبح حملة معدلات التسعينيات والثمانينيات على قفا من يشيل ولا يحتاج الطالب إلى سهر الليالي ودعاء الوالدين لبلوغ أعلى المراتب. اليوم أغلب الطلاب يدخلون الامتحانات بقلب من حديد.. الغش سيد الموقف بل ووصل الأمر إلى أن يباع البراشيم في المكتبات وعلى مائتين يارعوي.. وأمام هذا التردي التربوي أصبح المطلوب من الطالب أن يستذكر دروسه ليس لغرض الإجابة على أسئلة الامتحانات بل ليفك شفرة الغش التي تأتيه من كل حدب وصوب. تعز أرادت أن تكون أنموذجية في انضباط سير الامتحانات إلا أنها أبت إلا أن تسجل المرتبة الأولى في الاختلالات بحسب تصريحات الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم. أسئلة اختبار مادة الفيزياء لاشك أن الذين وضعوها أرادوا أن يستعرضوا عضلاتهم عندما جاءوا بأسئلة ما أنزل الله بها من سلطان ولو أن وزارة التربية نظمت ورشة عمل واستدعت مدرسي تلك المادة وعرضت عليهم نفس الأسئلة لما تمكنوا من الإجابة عنها، وربما حدثت «مكارحة» بينهم، كل واحد منهم يدعي أن إجاباته هي الصحيحة!! ولوجدنا من يخرج من جيبه برشام.. فكيف بالطالب الذي وُضع أمام اختبار صعب مع ان في معظم المدارس التي يدرسون فيها مادة الفيزياء كانت تعاني نقصاً في المعلم..