امتحانات شهادتي: الأساسية والثانوية العامة لهذه السنة الواحد يمسك الخشب ليس في عملية الانضباط أو التنظيم بل في تفشي الغش الذي لم يقتصر على محافظة بعينها ،بل ظاهرة عمت كافة المحافظات وحظيت محافظة تعز بنصيب الأسد لدرجة أننا ظننا بأن ما يجري ليس اختبارات بل موسم للغش افقد الامتحانات قيمتها ولم تعد المعيار الصحيح والحقيقي في تقييم مستوى الطالب والعملية التعليمية برمتها. إن ما يجري من غش جماعي شارك فيه المعلم والمراقب و الجندي الكل قدم تسهيلات للطالب والطالبات وأصبح الغش يأتي إليهم طوعاً لا كرها لدرجة أنهم لم يتعبوا أنفسهم بالمذاكرة أو يقضوا الليل في كتابة البراشيم. فالطالب تأتيه الإجابات جاهزة ما عليه إلا أن يضع السؤال عليها ويكتب اسمه ورقم الجلوس مادام الكل يفرق «زلط بدل غش» لبعض لجان الامتحان والكل يأخذ حق الصبوح وحق القات...... تلك الفوضى جعلتنا نصور الاختبارات على أنها موسم للغش فطبيعي جداً ان يقوم المراقبون بتوزيع البراشيم على الطلاب لأننا في الأخير كلنا غشاشون وما فيش حد أحسن من حد.. غش متوارث جيل عن جيل وان كان الجيل الأخير اكثر ابداعاً في خلق شراكة حقيقية مع المراقبين ومازلت أتذكر زملاء لي كانوا ضليعين في الغش والغباء المدقع أصبحوا اليوم دكاترة ومهندسين أما رئيس الفصل و«أذكياء الفصل» لم أجدهم سوى مدرسين بعد أن استوعبتهم كليات التربية مثلهم مثل أصحاب المعدلات الهابطة. طبعاً أنا أتحدث عن ثانوية زمان عندما كان الواحد يادوب يحصل على معدل «80 %» أما اليوم فالمعدلات فوق «90%» المفارقة أنه في الثمانينيات كان التعليم حقيقياً والمدرسون حقيقيين و«70%» يدخل الواحد بها هندسة ولما صار التعليم «هشك بشك» صارت المعدلات فوق بالعالي.. إنه الغش. المطلوب بعد هذه المهزلة أن يتم فتح تحقيق حول تواطؤ المراقبين واللجان الإمتحانية في تغاضيهم عن الغش وقيام البعض بإيصال ورقة الغش من طالب إلى آخر مقابل «حق القات». فالسكوت لا يعني سوى تدمير جيل ألا يكفي أن طالب الثانوية لا يعرف عاصمة ليبيا على سبيل المثال؟! ولا يستطيع أن يفرق ما بين «ض» ال «ظ» وهذا اضعف السؤال. من عجائب الامتحانات أن طالبة بالاتفاق مع اللجان الاختبارية كانت هي من تختار مراقباتها وكل يوم واحده م الأسرة. أم البوابة فمن يدفع يسمح له بإدخال البراشيم.. طالبة تختبر في مدرسة صلاح الدين الأيوبي بتعز حظها النحس أنها قرب باب الفصل.. في أول يوم المدرسة شاب «صايع» أخذ عليها بالقوة أسئلة الاختبارات وفر هارباً وتكررت المسألة للمرة الثانية وبنفس الطريقة .. المضحك أن اللجان الأمنية لم تقم بشيء .. فقط أخضعت الطالبة للتحقيق ووجه لها سؤال بأنها متفقة معه .. بالله عليكم ما هذا الغباء.. حتى عتاولة المقفلين وعديمي المفهومية لن يطرحوا مثل هذا السؤال فهل من مصلحة الطالبة أن تخطط كي تحصل على الرسوب؟ أليس من الأجدر بمسئولي التربية واللجان الأمنية ضبط ذلك «الصايع» ومنع تكرار هذه الفوضى؟! انه التسيب وهذه صورة لما حدث.