التحية للأخوين الدكتورين وزير التربية والتعليم ونائبه, رئيس اللجنة العليا للامتحانات.. فلقد لوحظ أن الغش في الامتحانات خفت حدّته قليلاً. وأن احترام الذات عند رؤساء المراكز الامتحانية زاد قليلاً إلى درجة أن كان أحدهم شفافاً ووصل إلى معادلة وسط هي أنه منع دخول الغش من الشارع, وسمح به من الداخل، ولم أتأكد من الخبر!!. وتحية لمدير عام الامتحانات, فلقد قيل إنه في مكانه المناسب.. ولن نستطيع القضاء على ظاهرة الغش في الامتحانات والتيسير على بعض أبناء الصفوة ليحرزوا درجات أعلى إلا بالكثير من اكتشاف حيل ممتازة ليعيش الناس بالسواسية والعدل. وأحسب أن وزارة التربية والتعليم بقيادة وزيرها الوطني المعروف بحناكته تستطيع إيصال سياسة الامتحانات إلى أقصى حد من المسئولية. حكى لي أحد الذين ذهبوا لتفقد الطلاب اليمنيين في ألمانيا أن معظم الطلاب يريدون العودة إلى الوطن، لأنهم حصلوا على معدلات تفوق التسعينيات - وطبعاً ربما عن طريق الغش - فوجدوا أن هذا المعدل “الزور” لم يُسمن ولم يُغنِ من جهل، فكما يقول المثل: “الميّة تكذب الغطاس”. لقد ذهبوا إلى وزارة التعليم العالي ومعهم هذه المعدلات “الفخمة” فغادروا إلى حيث يشاؤون, ولكنهم فوجئوا بما يقوله المثل الإنجليزي: “So what” ماذا بعد؟!. بينما حرم غيرهم أصحاب معدلات أدنى من هذا البلد الذي لا يعرف إلا الصدق العلمي, ولا يمكن أن ينجح الطالب فيه إلا بالحق. ولقد “غربل” امتحان القبول في كليات “القمة” الصيدلة والطب والهندسة بعض الطلاب الغشاشين، فاتضح أن بعضهم عاد ليكون طالباً في كليات أخرى. ولهذا أقترح أن تقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإجراء امتحان قبول لطلاب المعدلات الفخمة قبل سفرهم إلى الخارج لنكسب المال والجهد والوقت، فليس كل من حصل على معدل عالٍ جدير أن يحقق طلبه. إن هذا الجيل لا يمكن أن يتأسس على جرفٍ هارٍ, وإنما لابد أن يتأسس على تقوى، على إيمان علمي وعقائدي، على قواعد راسخة جداً من الصدق واحترام الذات. فشكراً لوزارة التربية والتعليم, وشكراً للمراقبين الذين يرفضون الرشوة والغداء على حساب قيمهم الدينية والوطنية, وشكراً لوزارة التربية والتعليم على إغلاقها مراكز امتحانية طالها الفساد.