تعادل موازنة سبع دول عربية!! مؤخرا كشفت إحصائية حديثة أن الأمريكيين أنفقوا 40 مليار دولار على الكلاب العام الماضي بين مصاريف أكل وشرب ودواء وملابس وبرامج ترفيهية .. وهو ما يساوي موازنة سنوية لنحو سبع دول عربية مجتمعة وفقيرة كاليمن والسودان والصومال وجيبوتي وموريتانيا وجزر القمر وفلسطين . وفي حين يعيش ربع سكان العالم تحت خط الفقر - ولا يتجاوز متوسط العمر في سيراليون 25عاماً - تعيش كلاب أوروبا في رخاء فاحش وامتدت أعمارها إلى 30عاماً. في عام 1967م توفيت سيدة أمريكية ثرية تدعى اليناور ريتشي (حفيدة ملك النفط فيليب باير) وتركت خلفها ثروة طائلة. وبما أنها لم تتزوج ولم تنجب أوصت بكامل ثروتها لصالح 150كلباً كانت تعتني بهم. وجاء في وصيتها أن تحتفظ الكلاب بكامل العقارات والأرصدة وأسهم النفط حتى وفاة (آخر كلب فيهم) ثم تنتقل التركة وما تبقى من الثروة إلى جامعة اوبرن.. وهكذا تحتم على الجامعة الانتظار حتى عام 1984م (حين توفي آخر وأغنى كلب في أمريكا) قبل أن تنتقل الثروة إليها!! وما فعلته اليناور ريتشي فعلته لاحقاً الممثلة الأمريكية بيتي وايت (التي تركت لكلبها خمسة ملايين دولار)، والمليونيرة دوريس دووك (التي تركت لقططها أسهماً بتسعة ملايين)، والمغني البريطاني دستي سبرنجفيلد الذي أمّن على حياته (لصالح كلبه) بثلاثة ملايين جنيه استرليني!!. والغرب عموما والقارة الأوروبية على وجه الخصوص بدأت جل دولها تتجه نحو تقديس الكلاب ،فقد وصل الأمر فيها إلى بناء مصانع خاصة وشركات عملاقة، لإنتاج طعام خاص للكلاب بل ولإنتاج أدوات التسلية والترفيه لها، بالإضافة إلى خياطة الملابس والقبعات وتركيب النظارات، ناهيك عن فتح دور عجزة للكلاب وإنشاء الفنادق (من درجة 5 نجوم) والعيادات الطبية للكشف عنها وعلاجها. ففي أسواقها يوجد أكثر من 200 نوع من أكل الكلاب وآلاف المؤلفة من المحلات والمتاجر لبيع أكلها ومستلزماتها من قبعات ونظارات وأحذية وألبسة متنوعة للذكور والإناث.. وصابون وأسرَّة وغيرها الكثير، لهذا نجد التنافس الشديد بين الشركات العاملة في هذا الميدان؛ ليس من أجل إنتاج الطعام للفقراء والمحتاجين والمتسولين الذين بدأت الشوارع الغربية تكتظ بهم وتقلق راحة زعمائهم الذين يزيد عددهم يوماً بعد يوم بسبب الأزمة العالمية الحالية التي يمكن أن تغير مجرى قيمهم تجاه كلابهم وتصبح في صالح الفقير الآدمي الذي كرمه الله على جميع مخلوقاته . ومن المفارقات العجيبة أن جمعية الرفق بالكلاب الفرنسية كتبت قبل سنوات رسالة إلى الرئيس المصري جاء فيها:إنه وبناء على مشاهدات سائح فقد حدث أن قام بعض رجال الأمن بقتل كلب ضمن حملة وأن السائح الفرنسي عاد إلى بلاده مستاء وقدم بلاغاً للجمعية , وحذرت الرسالة من أنه إذا لم يتم معالجة الأمر ووقف التنكيل بالكلاب فإن الجمعية ستقود حملة من أجل إقناع السياح الفرنسيين على تغيير وجهتهم السياحية والعزوف عن الذهاب إلى مصر. ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا أيضا على الرفق بالحيوان ومنها الكلاب والحديث النبوي دلنا على أن رجلا دخل الجنة بسبب رحمته بكلب عاطش وسقاه .. لكن مع ذلك فإن قيمة الإنسان وكرامته تبقى فوق كل شيء ومن غير المقبول أن يكون الغرب حكومات ومنظمات ومواطنين بكل هذه السجايا من الرحمة والرفق بالكلاب في حين لا يكترثون بشعوب الأرض الفقيرة والجائعة سواء في أفريقيا أو آسيا أو غيرها. من غير المعقول أن يحدث كل ذلك الاستياء لمجرد قتل كلب في بلد عربي في حين يتم التغاضي عن قتل المئات والآلاف في فلسطين بيد الآلة العسكرية الإسرائيلية .. ويموت العشرات والمئات في قطاع غزة جوعا بسبب الحصار الظالم المفروض من قبل الكيان الصهيوني. [email protected]