بالتأكيد أن جماهير الامبراطور الصنعاني غاضبون .. موجوعة قلوبهم.. متألمون،وتكاد الصدمة تقتل فيهم الآمال،بعد خروج أهلي صنعاء هذا الموسم من المشاركة الآسيوية بنقطة يتيمة.. وابتعاده داخلياً عن مركز يليق بهذا النادي الكبير اسماً وتاريخاً وإنجازات.. المشكلة قد تكون عويصة .. أو أن المسألة متعلقة بالأداء العام لكل المنظومة الإدارية والفنية، إضافة إلى الجوانب المالية التي وقفت موانع عائقة أمام الإدارة الحالية لإنجاز مهامها على الوجه المأمول.. في اعتقادي أن الإدارة ليست المتهمة الوحيدة، ولا هي الشماعة الحقيقية التي يعلَّق عليها الفشل في إحراز مركز جيد في بطولتي الدوري وكأس الرئيس وكأس الوحدة.. فيما لايمكن إعفاؤها من تبعات ومسئولية الخروج المبكر من التصفيات التمهيدية للبطولة الآسيوية التي كان بالإمكان أن يقدم الأهلي الصنعاني أفضل مما كان.. لقد كنت قريباً من الإدارة وأدرك معاناتها المالية التي تسببت لها بالعديد من الثغرات، كما أن انشغالها بالمشروع الاستثماري قد أطاح بجهودها وأربك مجلس الإدارة الذي عمل على عدة جبهات، تناثرت فيها طاقاتها لكن دون أن تنجز هذا أو ذاك.. مما أضاف أعباءً أخرى إليها .. وأعطى انطباعات عنها بأنها لم تنتج هذا العام منجزاً واضحاً في كرة القدم بصورة خاصة. وأقترح على الإدارة الاجتماع وتخصيصه لتقييم أدائها للثلاث السنوات الفائتة، والعمل على إعادة إعمار الهيكل الإداري الذي تضرر بابتعاد بعض أعضاء الشرف الأعلى، ممن كانوا يشكّلون دعومات كبيرة للقلعة الحمراء، إضافة إلى بعض الكوادر الأهلاوية، التي تمتلك إخلاصاً وتفانياً وكفاءة وخبرة فنية وإدارية.. فإن استيعاب هذين النهجين، ودراستهما بروية وعقلانية يمكن أن يبدِّد ركام التباينات التي برزت، وتجسدت بصورة إخفاق في كرة القدم، رغم أن النادي تمارس فيه معظم الألعاب.. لكن استعادة الأهلاوية من رجال مال وأعمال، ومن كوادر رياضية، وكفاءات إدارية، ووجاهات وشخصيات يجري في شرايينهم حب الأهلي، ويسعدون كثيراً بتحملهم المهام، والقيام بالواجبات، ويقتطعون أوقاتاً ثمينة من أعمالهم ليروا صرح أهلي صنعاء صامداً، ومتيناً، وثابتاً أمام أعتى المصاعب والزوابع.. ذلكم في نظري هي المعضلة.. والنهج الأمثل لإعادة إعمار ما دمَّرته المشاركة الأهلاوية آسيوياً، وما نتج من إخفاقات في هذا الموسم الكروي .. والله المعين.