•يلاحظ المراقب المتابع لمحطات الاتفاق والاختلاف بين الحزب الحاكم وأحزاب «المشترك» - في كل مرة يسير فيها الطرفان باتجاه مربع الحوار - أن ثمة من يحاول يضع العصا في عجلة التقارب، بنبش نقاط خلاف ومحاولة افتعال أزمات قد يكون مشوار الحوار الطويل تجاوزها ولم تعد مكان اختلاف أو جدال..! •وإذا كان اتفاق 17 يوليو بين طرفي المعادلة السياسية «الحاكم» و«المشترك» قد مثل خطوة إلى الأمام تجاوزت حالة الانسداد السياسي وفتحت فضاءً صحياً للعودة إلى طاولة الحوار الوطني والبدء بتنفيذ اتفاق فبراير.. فإن البعض للأسف- وهم نفر- هنا وهناك لا يرغب في حل جذري لقضايا النقاش.. ولا يرغب أن يرى انفراجاً سياسياً أو توافقاً وطنياً، ليترسخ لدينا اليقين بأن هؤلاء.. الذين جف معين الانتماء لديهم، ويبست أوراق عطائهم، وأصبحوا كالأشجار الميتة لا تلقي إلا الأوراق الصفراء، هم من يغذي الخلافات وينفث فساد الرأي بأعمال التحضير لصيد المحتالين وبأعمال اختراع الحيل المعدة لإخفاء هجماتهم ضد الوطن والنظام والسلام الاجتماعي. •علينا أن نتشبع بحذر نافع من كل ركض إلى الأمام.. وألاّ نترك لهؤلاء - قوى أو أشخاص- فرصة التأثير سلباً على علاقات أطراف المنظومة السياسية والتشويش على تفاهماتها وحواراتها البناءة، بما تعودناه أن تفعل- في خبث مريض- تشويه الحقائق وتكثيف الغشاوات في أعين الجميع دون مبرر واضح سوى جعل منطق التهريج هو السائد في مناخ وطني غير صحي حاضن لتناسل أفكارها المؤسسة للشقاق والهدم ..! •اتفاق 17 يوليو أعاد روح الثقة لأطراف المعادلة السياسية والحزبية..! وأكد من جديد أن هذه الأطراف بترجمتها مضامين هذا الاتفاق بصورة فاعلة وديناميكية.. هي من تؤكد حقيقة الإجماع على الثوابت الوطنية التي تستند إلى فكر الشعب والمتمثلة بالوحدة وصون الدستور والنظام والقانون وتجسيد قيم التسامح والحوار والتزام آداب الاختلاف، والتحرر من الذاتية والشخصانية.. •لهذا كله لا نجد أي مسوغ لما يظهره هذا الطرف أو ذاك، بين حين وآخر من مواقف تلوي عنق الحقيقة وتفتعل الاختلافات والأزمات، وتلوح بسلوك طرق غير حوارية وغير ديمقراطية، إلا مسوغاً واحداً وهو أن علينا أن نبحث خلف هذه الحالة لنرى أن ثمة من لا يروقه أن يسود الوفاق السياسي والوئام الوطني بين طرفي السلطة والمعارضة بالتحديد..!