رمضان مناسبة دينية رئيسية كغيرها من أركان الاسلام، ولكن هذه المناسبة تتعرض للتشويه والاستغلال بمعزوفات يحاول النافخون في مزاميرها أن يوهمونا بأنهم يعرفون قدرها وحق بني الإنسان المستغفر والصادق في كل مايقول ويعمل طبقاً للقدوة من السلف الصالح , اللهم إلا من تتغير طباعهم فور انتقال مستويات معيشتهم إلى الأفضل وكأنهم لم يكونوا من الشاكين الباكين , ويقولون : إن هذه هي الدنيا ومن حق المجتهد أن ينال نصيبه بغير الطريقة التي تقرّها المبادىء الدينية والقيم الأخلاقية في كل المجتمعات , والمجتمع الإسلامي العربي في مقدمتها. منذ الآن نسمع توقّعات بنبرة التهديدات من ارتفاع الأسعار في رمضان , ومنها التحذيرات الرسمية لكل من يبالغون في الجشع والتلاعب بالأسعار وفي إخفاء السلع ماكبر منها وماصغر، وكماهو متوقع ومن خلال التجارب السابقة فالغاز المنزلي يشغل الحيز الأكبر بين البائع والمستهلك الذي يرى بأم عينيه كيف تتم الصفقات وتجري التعاملات وإن كانت في صغرها لاتتجاوز اسطوانة الغاز التي يفوز بها من يدفع أكثر كالوظائف والترقيات فيها. ويحاول البائع ولأي سلعة ؛ تعبئة المستهلك بالتشاؤم من المستقبل الذي يأتي مع بداية شهر رمضان، وسلاحه الذي لم يدفع ثمنه ولاتنطلق منه الرصاصات المدوية بل القنابل الصامتة والدخانية التي تعمي الأبصار فلايرى هذا أو ذاك شيئاً جميلاً في الوجود، انتبه يافلان واحسب حسابك لقرارات ليست بالضرورية رسمية ولاعلنية برفع الأسعار ولاتستنكر ذلك، فمعظم الدول والحكومات في هذه الأيام تهيء شعوبها لتقبّل ماتكره منها , وتؤكد أنها لن ولم تضطر لذلك إلا بعد أن وجدت أنه لابد من ربط الأحزمة في أيام عصيبة قادمة يشترط لإصلاحها الصبر والتعاون من أجل إنجاح خطط الإنقاذ. ولكن أصحاب الشائعات (المغرضة) يقولون : إن المشكلة تكمن في التكتم على القرارات المتعلقة بقوت ومعيشة الإنسان، فهي تنزل بصورة سرية ويعمل بها قبل صدورها بفضل المعلومات الاستباقية التي يسرّبها بعض أصحاب القرار لأقربائهم وأصدقائهم وشركائهم في عملية التلاعب بالأسعار ؛ لذلك فالتوقعات والتهديدات لن تختلف عن سابقاتها لأنها الأبقى والأقوى ومن لايعجبه فليشرب في إفطاره ماء البحر، على شق تمرة أو بدونها , والملوحة لاتطفئ ظمأً ولاتبل عروقاً , ومن كذّب جرّب.