تواجه اليمن في المرحلة الراهنة العديد من التحديات التي لها انعكاسات سلبية اقتصادية واجتماعية وتنموية واليمن منذ التاريخ القديم والحديث لها إرث حضاري وقيم إنسانية عريقة وثقافة تضرب جذورها إلى آلاف السنين بالاضافة إلى ماهو معروف عن اليمن منذ سالف الأزمان وحتى العصر الراهن من الحكمة والذهنية الفكرية المتقدة وما احتضنته من المفكرين والأدباء والباحثين والعلماء والفلاسفة واساطين العلم والأدب والتاريخ والقضاء وغيرهم..هؤلاء الأعلام جسدوا نهضة ثقافية وفكرية واجتماعية وعلمية وتاريخية وتربوية ودينية ومهدوا لتطور نوعي تراكمي في مسيرة العمل والاقتصاد والسياسة والاجتماع والقضاء على مستوى اليمن وهذه الحضارات والعطاءات الفكرية والثقافية التي استمدت ديمومتها من تصميم الشعب اليمني لتحقيق النصر العظيم بدءاً بانتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر الخالدتين وما تلاهما من جهود لبناء هياكل الاقتصاد الوطني وجسور التنمية وتحقيق الهدف الوطني العظيم الوحدة اليمنية في عام 1990م. وعلى مدى الحقبة الزمنية الغنية بالعطاء وترسيخ مداميك الدولة اليمنية الحديثة.. تقف أمام الجميع والشعب بكل فئاته وقياداته السياسية والفكرية والعلمية والاقتصادية مهام على درجة عالية من الدقة والحساسية لمراجعة سجل مسيرتنا السابقة وما فيها من قصور واختلاف وخلاف وتجاوزات لإغلاق الأبواب التي تهب منها العواصف والرياح والزوابع لنقف جميعاً أمام السلب والايجاب بشيء من الواقعية بعيداً عن الاجترار الفلسفي والكلمات الجارحة المصحوبة بالعنف الفكري وثقافة الكراهية.. ونحتكم بأنفسنا لأنفسنا الأمارة بالخير والشر ومدخل بوابة الحوار السياسي الديمقراطي من أوسع أبوابه وننسى الماضي بآلامه ومعاناته ومماحكاته وسقطاته وانكساراته ونضع النقاط على الحروف ونحتكم لروح العقل والحكمة والديمقراطية وحرية الرأي والتعامل مع الآخر بالوعي الفكري فنحن شعب جُبل على الحكمة والعقل والتفكير السليم.. لهذا يجب أن لا نترك الأمور تسير إلى نفق مظلم وعالم لا ندري ماهو وندمر في خضم هذه الاختلافات والنزاعات ماشيدناه بايدينا وايدي شبابنا.. ونحتكم للحوار المسئول بصدق بعيداً عن الإقصاء والاستهداف الشخصي حفاظاً على بلادنا ووحدتنا الوطنية وما قدمه شعبنا من تضحيات نضالية اثناء مرحلة الكفاح الوطني. ونأخذ من مسيرتا اليمنية الإيجابي ونترك السلبيات والقصور والاتكالية من أجل الحفاظ على وطننا حتى لا يكون هدفاً سهلاً لمرضى النفوس اعداء التقدم والحضارة لتحتل بلادنا مكاناً هاماً في عالم اليوم .