لاشك أن التئام اللجنة المشتركة للإعداد والتهيئة للحوار يوم أمس الأول في العاصمة صنعاء قد أحدث حالة من التفاؤل في أوساط المواطنين، ولعل هذا التفاؤل يقود الناس إلى الاستمرار في دعم ومساندة اللجنة المشتركة، وتختفي حالة التشاؤم التي خلقتها المماحكات والمناكفات التي ضاق المواطن منها ذرعاً وخلقت لديه حالة من الإحباط وزعزعت ثقته بالأحزاب والتنظيمات السياسية، وأفسدت عليه فرحته بالمناسبات الوطنية. إن البدء في الإعداد والتهيئة للحوار الوطني جاء في الوقت المناسب، فالشهر الكريم رمضان على الأبواب، ويتوقع الناس أن يكون المختارون للحوار قد أدركوا قدسية المناسبة، وأن عملهم الوطني سينطلق من استشعار أمانة المسئولية في هذه المناسبة الدينية ذات المعاني والدلالات الدينية والإنسانية والوطنية، كما أن البدء في الإعداد للحوار يمثل اللبنة الأولى في عملية بناء جسور الثقة بين المواطنين والأحزاب والتنظيمات السياسية. ولئن كان الشارع اليمني ينظر إلى الفعل السياسي الوطني الذي بدأت خطواته الإجرائية يوم أمس الأول بعين التفاؤل، فإن الواجب الوطني يحتم على الذين اختيروا للقيام بمهمة الحوار الوطني أن يكونوا عند مستوى هذا الاختيار.. وليدرك الجميع أن الوقت يمضي سريعاً وأن المهام الوطنية الكبرى الماثلة أمامهم كبيرة وبحاجة إلى الإسراع في الاستفادة من الوقت استعداداً ليوم الاقتراع الذي ينبغي أن يتم في موعده المحدد في 27 إبريل 2011م. إن المدة الزمنية المتبقية لا تتحمل التبديد أو الإهدار، وقد وصلنا إلى صحة القول: إن الوقت من ذهب، ولذلك ينبغي استشعار أمانة المسئولية والعمل بجد وتفانٍ من أجل إنجاز المهام الوطنية المناطة بالمكلفين بالحوار، ولاوقت للتسويف والمماطلة، لأن الوطن ينتظر من الجميع الوفاء وسرعة الإنجاز والاستفادة من الوقت المتاح من أجل تفويت الفرصة على الذين لايروق لهم رؤية اليمن في سعادة وتقدم وازدهار، ويرغبون في إذكاء نار الفتنة. ونحن على يقين أن النبلاء والشرفاء والعقلاء والحكماء يدركون كل ذلك وسيكون اليمن أعظم وأكبر بإذن الله.