لافتة كبيرة عند مدخل مجلسهن المعتاد يقول مضمونها: تعلن جمعية تفاريط النساء والقيل والقال والثرثرة عن الآتي: على من تدخل مجلسنا الموقر أن تجيد الغيبة وتحترفها احترافاً، وتكون مرتدية لآخر صيحات الموضة وما نزل بالسوق، وأن تأخذ معها احتياطاتها من أكياس «القات» نوع «شامي» أو «قطل» ومشروبات غازية ومياه معدنية.. كذلك أن تجيد السخرية والتباهي أمام الأخريات بما تعلق على صدرها من الذهب ويطوق معصميها من الأساور...!! قد يقول البعض :إن هذا يعد تحاملاً على بنات جنسي، لكن للأسف الشديد بأن حال مجالس النساء أصبح يترجم ما ذكرته اللافتة أعلاه..!! بل إن ذلك السائد في تجمعاتهن ولقاءاتهن اليومية.. وإن حاولت واحدة من الحاضرات أن تغير مجرى الحديث بأن ذلك حرام وغيبة تواجه منهن بالنقد اللاذع..!! مع أن رسولنا الكريم يقول: «إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ماتقول فقد بهته» وقد أصبحت تلك المجالس مرتعاً خصباً للغيبة والطعن في أعراض الآخرين ونبش عيوب خلق الله..!! ويعود ذلك إلى قلة الوازع الديني وعدم خشية عواقب الغيبة.. ويشتغلن بعيوب غيرهن ويتركن عيوبهن.. مع أن كل واحدة إذا تعرفت على عيوبها لكفتها وأخجلتها أن تتفوه بعيوب غيرها..! إذاً ونحن في شهر الرحمة والغفران هل ستتحول تلك المجالس إلى مجالس ذكرٍ واجتماع على المحبة والخير..؟! وأن تتغير تلك النفسيات التي انطوت على الكراهية وزرع بذور الحقد.. وأن يستفدن من مدرسة الصوم الرمضانية..؟؟! قال تعالى: «ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه..» فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الآخرين ومحاولة إصلاحها والعمل على ترويضها على حب الخير.. وفي هكذا أحوال قد يكون جلوس المرء مع نفسه أفضل بكثير من أن يبدد حسناته بمجالس الغيبة، أو كما قال الشاعر: إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي ألذ وأشهى من غويٍ أعاشره وأجلس وحدي للعبادة آمناً أقرُ لعيني من جليسٍ أحاذره