من الأشياء التي تبعث على التفاؤل وراحة الضمير تلك الأنشطة المتعددة التي تقوم بها الكثير من منظمات المجتمع المدني في بلادنا وخاصة في شهر رمضان الكريم وعلى شكل مشاريع خيرية كبيرة ومتوسطة وصغيرة كل بحسب إمكاناتها مثل مشروع “ إفطار الصائم توزيع كميات من المواد الغذائية للمحتاجين كسوة العيد في أواخر رمضان ...إلخ” من المشاريع ذات الخصوصية فقط في رمضان.. ومثل هذه الأعمال التي لاينكرها أحد في طول وعرض ربوع الوطن تجعلنا أكثر شعوراً بأن الدنيا لاتزال بخير رغم كل المعاناة المعيشية. كما أن مثل هذه الأنشطة التي تقوم بها بعض منظمات المجتمع المدني في رمضان إنما تعكس مدى إيمانها برسالتها في خدمة المجتمع والطبقات المستهدفة منه على وجه الخصوص.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين .. فالفقراء والأشد فقراً والمحتاجون الذين نحسبهم أغنياء من التعفف ممن لا يسألون إلحافا هذه الشرائح المجتمعية قد قيض الله لها من يتعهدها ويبذل قصارى الجهود لتوفير ما يمكن توفيره من لوازم الغذاء في هذا الشهر الفضيل..وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازاً خدمياً محسوباً لهذه المنظمات المدنية بكل ما تحمله الايجابية من معان في ظل الدعم المنقطع النظير الذي تلقاه من القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله.. ولعل جمعية الصالح وغيرها ممن لهم الباع الطويل في الأعمال الخيرية في بلادنا وخصوصاً في رمضان مثل جمعية الحكمة والإغاثة الإسلامية وكثير من الجمعيات الأقل حجماً وإمكانيات والمنتشرة في بلادنا مثل جمعية المستقبل الاجتماعية في تهامة والتي تتخذ من مدينة حيس موقعاً لمقرها الرئيس وجمعية تهامة الخيرية في حيس أيضاً ...إلخ من منظمات المجتمع المدني المنتشرة في كل محافظات الجمهورية والكثير من المديريات. وإننا وباسم كل الفئات التي استهدفتها الأنشطة الخيرية في رمضان نتقدم إلى منظمات المجتمع المدني جميعها بخالص الشكر والتقدير آملين مضاعفة جهودها هذه ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.. وفي خضم كل ما سلف ذكره لنا هنا بعض الملاحظات التي نرى أن العمل بها سوف يجعل من الأعمال الخيرية لهذه الجمعيات وكل الجهات الأخرى الحزبية والتجارية... إلخ ذات قيمة أكثر وبمنهجية دقيقة .. فعلى سبيل المثال لا الحصر: نتمنى على الجمعيات الكبرى التي يعم عطاؤها كل مديريات الوطن أن تعتمد في عملية توزيع المواد المقدمة منها للمحتاجين آلية مدروسة على أسس منهجية سليمة كإجراء عملية دراسة أو مسح للمستهدفين الأحق بالعطاء وإتباع طريقة منظمة في التوزيع بناءً على نتائج المسح لكل بيئة مستهدفة وهذا في اعتقادي أفضل من النظام المتبع حالياً الذي لاندري على أي أساس يتم تحديد الكميات لهذه المديرية أو تلك.. الأمر الذي يحرم الكثير من المستحقين.. كما أن الاعتماد على جهات أو أشخاص معينين سنوياً لمهام التوزيع يضع الكثير منهم موضع الإحراج أو المجاملة على حساب المستحقين.. هناك الكثير من التجار ورجال الأعمال يقومون بإرسال أشخاص من لديهم يجوبون القرى ويقومون بالتوزيع العشوائي للصدقات المالية بعيداً عن اعتماد مسح للمستهدفين.. إننا نشكر مجموعة شركات هائل سعيد أنعم التي قامت بعملية مسح شاملة للمستهدفين ومنحهم بطاقات اعتماد الاستحقاقات التي يحصل بموجبه كل ذي حق على حقه.. وبالمثل هذا ما قامت به وتقوم دوماً جمعية المستقبل الاجتماعية بحيس سواء فيما يخص مشاريعها الخيرية الخاصة بها أو تلك التي تقوم بتنفيذها فقط وبتمويل من منظمات أكبر كالإغاثة الإسلامية أو غيرها.. وبالمثل جمعية الآثار بحيس التي تقوم هي الأخرى في رمضان بإحياء مسابقات ثقافية كبرى على امتداد النصف الأخير من رمضان وتقدم خلالها الكثير من الجوائز المادية من مال وذهب وقطع أرض للفائزين من الشباب والطلاب المتسابقين.. إننا ومن أعماق قلوبنا نتمنى مزيداً من الأعمال الخيرية الجادة والمخلصة التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني في بلادنا ليس في رمضان فقط بل على امتداد شهور السنة.. خاصة وأن منظمات المجتمع المدني قد أصبحت الشريك الفعلي للسلطة في الدفع بعجلة التنمية إلى المستقبل الأفضل.. وخواتم مباركة.