هل نحن - اليمنيين - على حظ سعيد بتلك المواهب والطفرات المبدعة حتى أن لكثرة أولئك المبدعين من مخترعين ومكتشفين وذوي الذكاء الفطري فإنهم يهملون وينكفئون ولكنهم وكما رأيتهم في أحد المعارض الوطنية لعرض إبداعاتهم العام الماضي2009م يحدوهم أمل وتفاؤل وتوق إلى من يأخذ بيدهم عندما سألتهم عن معوقات وصول إبداعاتهم للتعاطي والاستفادة أوضحوا أن إجازة وتسجيل الاختراع والاكتشاف يحتاج لقيمة مالية مدفوعة لدى جهات التسجيل وحتى يكون لهذا المنتج شهادة براءة الاختراع واختبار وتصنيع للتداول والانتاج أي اجازة واعتراف.. لقد رحمت أولئك المبدعين كما رحمت بلدي لإمكاناتها المتواضعة ومن ناحية أخرى العدد الكبير من الاختراعات وهي حيوية وضرورية. كما تألمت أيضاً لعدم الاهتمام بهؤلاء ولماذا لايوجد هناك اهتمام لائق واستشعار لتلك الدُرر الإبداعية اليمنية لثلة من المبدعين ومنهم: المخترع باجعالة: اخترع أدوات ووسائل علمية متقدمة في المجال الصحي. المخترع طواف: اخترع أدوات هندسية مرورية كما إنه مشروع أدبي في كتابة الرواية وقد تشرفت بنسخة من عمله. المخترع باعشن: اختراعه العلمي، عملي للغاية وحيويته إنه اخترع بساطاً أخضر يعتمد على حركة ميكانيكية يُداس عليها فتولد وتخزن الطاقة يمكن وضعها في أي مدخل عام وبمجرد الدوس يتم خزن الحركة وتحويلها إلى طاقة كهربية. كما اخترع جهازاً لمنع التدخين في الأماكن العامة واختراعات أخرى.. المخترع الأكوع: له اختراعات ميكانيكية ضاع عدد منها في محاولاته للبحث عن تسجيل البراءة لاختراعاته. الاخوة أبناء مصطفى أيضاً لديهم ابداعات حيوية.. وبقدر ماهو حيوي أيضاً أن العديد من هؤلاء المبدعين قد حصل على جائزة رئيس الجمهورية إلا أن هناك حلقة عمل هامة مفقودة سواء لتمكين الابداعات من خوض مرحلة التجريب لتحسين المنتج واختباره من حيث الجدوى الاقتصادية وحتى يصل إلى مرحلة الاجازة الوطنية ومن ثم تسجيل البراءة الاختراعية وهي تحتاج لتمويل ومن ثم التسويق والانتاج والاستفادة منها في السوق المحلية ومن ثم السوق الخارجية. الشيء المبهم أن العديد من هؤلاء المبدعين تواصلوا ودعوا للعديد من الفعاليات الابداعية ليقدموا ماعندهم في عدة بلدان منها الامارات وسويسرا وهي مواقع إقليمية ودولية مثل المنظمة الدولية لحماية حقوق الملكية الفكرية والصناعية واختصارها (ويبو) وتعنى بحقوق النشر والتأليف والاختراع والاكتشاف وحصل العديد منهم على الشهادات التكريمية والاجازة لاختراعاتهم إلا أن البصمة الوطنية في الاشراف والتوجيه والتشجيع تكاد تكون غائبة ولابد من دور وطني رئيس يحفظ ويحمي حقوق المبدع اليمني من الضياع في ردهات مكاتب التسجيل ودخول المبتزين والمستغلين للاستفادة من ذلك الاختراع ومايقومون به من ابتزاز وهو مارواه لي المخترع الأكوع. كما أن المخترع د.خالد نشوان احتاج ل 7سنوات لإثبات وتأكيد اختراعه لجهاز طبي اسمه العلمي (نشوان باراساوند) يستخدم الموجات تحت الصوتية والصوتية وفوق الصوتية لمعالجة تضييق الشرايين دون عملية جراحية وبالتالي دون آلام ومضاعفات ودون مشرط أو عملية جراحية وقد احتاج د.نشوان لدعم علمي وتطبيقات عملية وهي مكلفة حتى اعترف بعمله بدءاً بالبلد الذي يعمل فيه وهو المجر وقد دخل الجهاز جميع المستشفيات المجرية ومن ثم الأوروبية فاليمن والخليج وهذا أمر يفتخر وطننا به خاصة أن د.نشوان حصل على 25جائزة دولية وكرمه فخامة الرئيس بوسام الاستحقاق في العلوم. إنها أحداث سعيدة تكسر حاجز المعاناة اليومية ولكنها تحتاج للديمومة والتعاطي كي تخفف عن الوطن والمواطن المبدع أعباء وتلبي احتياجات المبدعين وتحتاج لجهود مؤسسية بدءاً بمعرفة الاطار المعني وتوفر امكانات لتطبيق هذه الاختراعات ليتم تسجيلها وتصنيعها واستخدامها ودون ذلك نبقى في بروج عاجية يصنعها الروتين والإهمال.