الزندان أحرق أرشيف "شرطة كريتر" لأن ملفاتها تحوي مخازيه ومجونه    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد عام واحد من انضمام بلادنا لبراءة الاختراع والملگية الفگرية ينفرد اليمنيون ب (13) براءة اختراع في العالم بمختلف المجالات..
الإنسان ثروة.. والاختراع جنون..!!
نشر في الجمهورية يوم 21 - 01 - 2013

للابتكار في وطني ضريبة يدفعها أصحابها.. فمن إنفاق المال على أدواته التي يحتاجها إلى تعرفة زمنية أخرى يقضيها المخترع ذهاباً وإيابا في الوزارات لتسجيل اختراعه.. وما إن يتم تسجيلها حتى يطالب بدفع رسوم سنوية للمحافظة على اسم مخترعه حتى لا يحل مكانه اسم آخر.. (الاختراع) مصطلح يبدو غريباً وغير مألوف في الدول النامية ومنها اليمن، حين تسمع عن شخص يتحدث عن اختراع يتبادر لذهنك للوهلة الأولى أنه غربي؛ وكأن الإبداع صار حكراً عليهم، في البلد الذي يعيش اغلب نصف سكانه تحت خط الفقر، وتعصف به الأزمات من كل جانب، أستطاع أن يسجل ثلاث عشرة براءة اختراع عالمية في مختلف التخصصات، وهو ما يثبت ان الإنسان اليمني قادر على الإبداع والتحدي رغم الظروف التي يعيشها، مؤكداً للعالم أن العقل العربي واليمني على وجه الخصوص قادر على إسعاد البشرية كغيره من أبناء هذا الكوكب، وانه ليس مستهلكا جيدا إذا توافرت له الإمكانيات والدعم المطلوب..
بإمكانات بسيطة جداً.. استطاع هؤلاء أن يذهلوا العالم ليحصدوا المرتبة الثانية بعد اليابان التي حصلت على تسعة عشر اختراعاً وقبل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها التي حصلت على (8) براءات اختراع.. فكيف لو تلقى هؤلاء دعماً ومساندة من قبل الحكومة والمستثمرين ومؤسسات البحث العلمي والمؤسسات المتخصصة.
بداية الفكرة
في 1884م أضرب المخترعون ورفضوا مشاركة اختراعاتهم في المعارض الدولية للاختراعات، وحينما سئلوا: لماذا؟ أجابوا: حقوقنا تسرق ولا يوجد غطاء قانوني لحمايتها، فاضطرت الدول بعد ذلك إلى توقيع أول اتفاقية في مجال الحقوق الفكرية وبراءة الاختراع والتصاميم الصناعية والعلامة التجارية حينها ..ووقع على هذه الاتفاقية حوالي مائة دولة.
- اليمن لم تعرف الملكية الفكرية إلا في الفترة الأخيرة، بعد أن عانى مبدعوها ومخترعوها الكثير والكثير من المشكلات التي نسفت جهودهم هباء في الريح، ليس لشيء؛ سوى أن بلادهم لم توقع على الملكية الفكرية لحماية المخترعات التي يتعامل بها العالم إلا في 2011م.
- المخترع اليمني الذي قعد سنين طويلة جاهداً بين البحث والتطبيق متحملا ظروف الحياة المعيشية الصعبة والتي قد تصل بأحدهم لحرمان أسرته متطلبات الحياة اليومية ليشتري كتاباً أو أدوات ومعدات يحتاجها في اختراعه، وهو ما يجعله يضيّع الكثير من الوقت والمال في سبيل إنجاح فكرة يؤمن بها .. بينما الآخرون يرونها مضيعة للوقت ويظلون ينعتونه بالجنون ويتضاحكون عليه.
- في البلد الذي قيل عنه إنه سعيد؛ يلاقي الكثير من المبدعين والمخترعين مصيراً مخجلاً حقيقةً، يصل بهم في نهاية المطاف إلى اليأس أو الخروج من واقع الحياة العامة والمبيت في الزاوية انعزالا أليس هذا جنوناً!؟ لا لشيء أيضاً سوى أن بلاده التي عمل من أجلها تركته في العراء وحيداً.
الثروة الحقيقية
الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني قال: إن الإنسان هو الذي يغير ويفيد بالاعتناء به والاهتمام به، هو الذي يصنع هذه الشعوب المتقدمة والمتحضرة التي استطاعت أن تصل إلى النجوم والآن وصلوا إلى المريخ بعد أن وصلوا للقمر.. كل ذلك بتنمية العقول بتدريبها.. والارتقاء بمستواهم العلمي؛ هذه الأشياء هي التي تجعل الشعوب قوة في بناء الأوطان وقوة فاعلة و متحركة.
وأضاف: عندما أقول نحن في الوطن العربي نعاني من إهمال العقول؛ فإنني أركز أكثر وأكثر على واقعنا نحن في هذا البلد العزيز، هذا البلد الذي اخترع السدود منذ آلاف السنين، والذي صنع أهم حضارة من الحضارات الإنسانية القديمة، هذا الإنسان تدهور وضعه وأصبح كما نرى اليوم كأننا نعيش عالة على ما ينتجه الآخرون.
- يتابع: في كل بلد من بلدان العالم ثروات نفطية وثروات من الذهب وثروات من الأسماك، ثروات متعددة، لكن يبقى الإنسان هو الثروة الحقيقة في أي بلد، والواضح أننا في الأمة العربية في الوطن العربي الكبير لا نهتم بالإنسان، هذا الثروة الأساسية الذي يصنع الثروات!
- وأكد المقالح: الآخرون ينتجون ونحن نستهلك ونستهلك.. وكأن عقولنا جامدة أو مجمدة وإذا ظهر من بيننا إنسان يستخدم عقله فإننا نهمله ونتجاهله كما هو الحال مع عشرات الشبان المبدعين والمبتكرين. ويضيف: من المؤسف أننا نأخذ من الإبرة إلى الطائرة إلى المكنسة إلى الدواء وفي بلادنا من العباقرة ومن المخترعين والمبدعين الشبان من يمكن أن يقفز بهذا البلد إلى درجة لا نحتاج فيها إلى كل هذا الاستيراد الذي نستورد معه أبسط الأشياء!
البحث العلمي يعكس تحضر المجتمعات
قال الدكتور عبد الله الزلب مدير المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون سابقاً: إن احترام العقل واحترام الإبداع والمخترعين والبحث العلمي يعكس إلى أي مدى وصلت هذه المجتمعات من درجات التحضر والتقدم، وأن الشعوب لم تتقدم إلا بتشجيعها ودعمها للبحث العلمي وتمويلها لهذه البحوث.
- وأضاف: خلال العقود الماضية كانت هناك أولويات أخرى في سياسات الحكومات المتعاقبة ..وكان البحث العلمي وتدريب وتنمية العقول المتميزة ليس بالتدريب العادي، لكن بالنسبة للمخترعين وبالنسبة للنوابغ كانت لا تحتل أولوية في أي حكومة أو في أي برامج من برامج الحكومات السابقة للأسف الشديد، فنجد أنه في البلدان المتقدمة هناك مدارس ابتدائية وثانوية متخصصة بالنوابغ ..هناك أيضاً أطر تعليمية عليا.. معاهد ومراكز متخصصة للباحثين المتميزين في حقول المعرفة المتميزة، إلا أن بلادنا كان البحث العلمي والتأهيلي لتأهيل المبدعين يحتل مكانة متردية جداً.
- يتابع: نحن كنا نمول شراء الأسلحة لكي نقاتل بعضنا البعض ونحرض ضد بعضنا البعض.
واستطرد الزلب ليقول: أتمنى أن ما حصل في اليمن من تغيير يتجاوز أخطاء الماضي، ويحاول بعين الاعتبار أن يأخذ هذه الشريحة المهمة، هؤلاء هم صفوة المجتمع، الذين يمكن أن يحدثوا نقلة نوعية، صحيح أن الناس كلهم متساوون بالحقوق وبالتعليم؛ لكن ليس هناك مبدعون كثيرون في المجتمع .. يجب أن يكون لهم رعاية خاصة وتشجيع؛ ليس تشجيع مالي فقط بل من ناحية الإدارة والناحية الاجتماعية والنفسية وتوفير الإمكانات.. رجل مثل محمد العفيفي لم يجد كلمة طيبة وتشجيعا بالعكس ربما يجد سخرية؛ تهكما أو حسدا من بعض الزملاء، هذا يحبطه وربما يسبب له مشاكل كثيرة.
ثورة تنتصر للإبداع
توفيق الشنواح (صحفي ) قال: لا يوجد اهتمام في هذه البلد بأي شيء يختص بالإبداع، نحن بلد تجد المبدع فيه فقيرا محبطا لقصر ذات اليد، بينما تجد الشيخ وتاجر السلاح والبلطجي والهمجي هو الذي يملك كنوز قارون.. وأضاف: نحتاج إلى ثورة تنتصر للإبداع والمبدعين المهمشين في هذا البلد.
- يتابع: الجامعات المعوّل عليها دعم ورعاية الإبداع تجدها لا تفي بذلك تارة لضيق ذات اليد وتارة أخرى لأن من يقف على هرمها شخص فاسد يدعم البلطجة وبقاءه في كرسيه ولا يهتم بالإبداع والبحث العلمي.
البحث العلمي صفر
جمال عبد الناصر (طالب): البحث العلمي عندنا صفر .. يوجد مركز للبحث العلمي، ولكن لا يوجد فيه مستلزمات من مواد وميزانيات وأجهزة .. (تنك فاضي)على حسب قوله.
- وأضاف: لا يوجد دعم للمخترعين هناك مشاريع في الجامعات يقوم بها بعض الطلبة وتكون ممتازة لاختراعاتهم، ولا يوجد متابعة لهؤلاء ليطورا إبداعاتهم ومخترعاتهم بحسب التخصص.
حلول
وعن الحلول لهذه القضية يدعو المقالح المسئولين أن يهتموا بشبابهم المبدع.. ويطالب الزلب بأن تكون هناك تشريعات مناسبة لهذا الموضوع .. تعطي للمبدع حقوقه وتحفزه لكن هذه غير موجودة وإذا وجدت لا تطبق.. وأن يكون هناك إطار إداري وهيئة أو مؤسسات تعنى بهذا الجانب. وتابع الزلب: كانت هناك أفكار ومخترعات ظهرت على مستوى الإعلام؛ لكن على مستوى الواقع ظهرت مؤسسة في إطار رئاسة الجمهورية في بداية الألفين كان يرأسها الدكتور الإرياني لتشجيع البحث العلمي، أين ذهبت هذه المؤسسة ..أين ميزانيتها، ماذا فعلت، كم شجعت من عالم!؟ هذا السؤال لازم يطرح، المسألة ليست أفكارا فقط أو مجرد خطاب سياسي انتخابي احتفائي موسمي يقوم بعمل مؤتمر سنوي وجوائز كرتونية هذا ليس تشجيعاً ..التشجيع هو ما هي المنتجات وما المخرجات والملموس على أرض الواقع هذا هو الأساس.
- الشنواح يرى بأن الأمر يحتاج إلى تخصيص الدولة ميزانية محترمة للبحث العلمي ودعم الشباب المبدع. واستدرك ليقول: لعل البعض يعرف كم تخصص إسرائيل من ميزانيتها لدعم البحوث العلمية والإبداع بما يفوق ما تنفقه الدول العربية جميعا.. وطالب عبد الناصر بإنشاء مؤسسة بحث علمي لطلاب الجامعات لا للدراسات العليا فقط .. وأن يكون هناك ميزانية لكل فكرة مقدمة إلى هذه المؤسسة حسب أهميتها.
رئيس قسم براءة الاختراع في وزارة التجارة والصناعة فاروق المخلافي ل«الجمهورية» :
العقل اليمني مبدع.. وهناك شركات أجنبية
تتابع عن كثب ما يحصل في اليمن!
.. بداية أستاذ فاروق يمكن أن تعطينا لمحة أولية عن براءة الاختراع؟
براءة الاختراع موضوع مهم .. وتتولى كل دول العالم الاهتمام ببراءة الاختراع، باعتباره العنصر الرئيسي في نمو التنمية ونمو الصناعات، والتقدم العلمي والتكنولوجي مرهون بمدى تقدم الدولة بالبحث العلمي، وزارة التجارة والصناعة عملت على إنشاء إدارة متخصصة في براءة الاختراع، ومن أهم وسائل تشجيع المخترعين هو حفظ الحقوق، بحيث إن صاحب الفكرة يجد مكانا متخصصا بوضع فكرته، يحصل بذلك على وثيقة لحفظ اختراعه ويستطيع إثبات ملكيته، نحن نعمل في الوزارة بموجب قانون براءة الاختراع والنماذج المنفعة وتصميمات الدوائر غير المتكاملة.
هذا القانون صدر في عام 2011 وهو رقم (2 ) واليمن تمر بفترة صعبة ..إلا إننا استطعنا أن ننجز مواضيع كثيرة في مجال براءة الاختراع ..طبعاً عام 2011م كانت نقطة تحول في براءة الاختراع ..بدأ عملية استقبال وتسجيل طلب براءة الاختراع.
.. ما هي الشروط التي ينبغي توافرها في الشخص المتقدم لتسجيل اختراعه؟
هناك شروط دولية يتضمنها القانون الذي صدر في سبتمبر بشأن براءة الاختراع منها أن يكون الاختراع جديداً وهذه نقطة مهمه لا يدركها المخترعون ومعناها ألا تسبقه وسيلة جديدة في الكشف عن اختراعه ولو كانت إعلامية، وألا تقدم الفكرة لشركة تتولى سرقتها، وهنا تسقط حق الملكية في الحصول على براءة اختراع، الشرط الثاني: أن يكون مبتكراً، وثالثاً أن يكون اختراعه قابلا للتطبيق الصناعي وتحويله إلى منتج، قد يكون مكينة أو مستحضرا علاجيا أو أي شيء آخر، وتمنح براءة الاختراع كمكافأة للمخترع مقابل إثراء العلم، والمساهمة في التقدم التقني والتكنولوجي.
.. هل توافرت مثل هذه الشروط على المتقدمين إليكم؟
طبعاً عندما يأتي المخترع إلينا نطرح عليه هذه الشروط، نبدأ نعطيه مقدمة توعوية ونسخة من القانون وبعض الأدبيات والاتفاقيات مثل اتفاقيتي “باريس” “تلبس” قوانيننا الآن تتوافق مع الاتفاقية الدولية فيما يتعلق بحق الأسبقية، اذا تقدم المخترع بطلب خلال ثلاثة اشهر إلى اثني عشر شهراً يحصل على حق الأسبقية.
الاهتمام ببراءة الاختراع في الجمهورية اليمنية بدأ متأخراً ونحن في بداية تفعيله في 2013 وكان البداية الأولى في عام 2011 في صدور قانون رقم (2) للدوائر الكهربائية بعدها والتصاميم العلامة التجارية ، تم تدشين إصدار أول لبراءة الاختراع في الجمهورية اليمنية على هامش إقامة المعرض اليمني الأول للاختراعات، كان معرضا فريدا جداً وتفاجأ الكثير فيه، وشارك فيه حوالي 250 مخترعا باختراعات جيدة ومجالات كثيرة، وأنا أقول: الذين حضروا المعرض كانوا عينة من المبدعين هناك العديد من المبدعين الذين ما يزالون يخافون على اختراعاتهم، متحفظين عن نشرها؛ لأن الاختراعات تتعرض للسرقة دائما.
..أين دور الوزارة في إعطائهم الثقة الكاملة لطرح اختراعهم؟
نحن بدأنا نعمل فعاليات وورش عمل، من ضمنها الاتصال ببعض الجامعات، ومع وزارة التربية، حيث نسقنا مع مكتب التربية بأمانة العاصمة، وحضرنا المعرض الذي أقامته وزارة التربية لتشجيع المبدعين والمبتكرين. هذه السنة تواصلنا مع وزارة التربية للحضور في المعرض ونحن سنعمل على إقامة المعرض الثاني للاختراعات ونستغل أي فرصة تقدم أمامنا، ونحن نريد أن نوجه البحث العلمي نحو الجامعات، نطمح أن تنشئ الجامعات مراكز متخصصة بتشجيع الاختراعات والتصاميم الصناعية؛ لأنها مواضيع مهمة لاستثمارها، ونحن نحاول إيصال الفكرة إلى مسامع المنتجين والمصنعين إذا أردتم أن تطوروا استثماركم وإنتاجكم فعليكم بالاستفادة من عقول المخترعين ولا بد من شراء هذه المخترعات.
على الدولة أيضاً مسؤولية كبيرة في هذا الجانب ..لا بد من إنشاء مراكز متخصصة بتنمية الاختراعات وهناك مشاريع تعد في هذا الجانب، العقل اليمني مبدع بطبيعته ونحن ندرك هذا جيداً، وهناك شركات أجنبية كثيرة تتابع عن كثب ما يحصل في اليمن، نسمع عن كثير من المخترعين اليمنيين حصلوا على جوائز دولية في مجال الاختراعات وهذا الأمر مبشر بخير إن شاء الله.
.. ما هو الدور الذي تلعبه الوزارة في تشجيع المخترعين؟
أهم عنصر في الثقة يتمثل بوجود قانون ووجود إجراءات واضحة وشفافية في عملية التسجيل، ومنح المخترع وثيقة براءة اختراع، هذه الوثيقة معترف بها محلياً ودولياً وهي التي تحفظ حق المخترع.
.. أنتم عندما تعطونه براءة اختراع، هل تضمنون له التواصل خارجياً كما قلت؟
مال بوجهه عني قليلاً ليقول: نحن نعمل مثل بقية الدول.. لدينا مكتب يمنح براءة للمخترع، والمخترع هنا له كامل الحرية إذا أراد أن يذهب للخارج فعليه أن يذهب للتسجيل هو.
.. الوزارة لم تسجل في الخارج نيابة عنه؟
لا ..ليس من مسؤولية الدولة أن تقوم بهذه العملية؛ لأنه يفترض بالمخترع عندما يودع طلبه في كل دول العالم، تتقدم شركات لشراء الاختراعات ومن ثم تتقدم الشركة بموضوع التسجيل، أو أن هناك مراكز تتبنى هذه الاختراعات وهذا ما أكدناه.. نحن في وزارة التجارة والصناعة لا نستطيع تبني كل الاختراعات وفي جميع المجالات والتخصص.. كم ستتحمل الوزارة!!
.. ما هي المجالات التي تتبنونها في وزارة التجارة والصناعة؟
نحن نتبنى موضوع تسجيل براءة الاختراع، المساعدة في التسجيل، لكن تبني الاختراعات وتصنيعها مسئولية الجهات ذات العلاقة، أنا أضرب لك مثلا.. إذا كان هناك اختراع في وزارة الاتصالات فعلى وزارة الاتصالات أو الشركات المعنية في الاتصالات، ونحن نعمل على فتح خطوط تواصل مع هذه الجهات بحيث إننا نعرف الجهة بأهمية الاختراع وعلى هذه الجهة أن تتبنى تصنيع هذا الاختراع أو تسجيله في الخارج، أو استثماره وهذا الشكل الصحيح.
وزارة التجارة والصناعة تتحمل جانبا معينا فيما يتعلق بتنفيذ قانون براءة الاختراع في تنفيذ الاتفاقيات الدولية وفي مساعدة المخترع إذا حصل عليه انتهاك على مخترعه.
.. المخترع في اليمن يعاني من ضيق المادة ..المهندس محمد العفيفي وهو أحد المخترعين قال: كيف اسجل براءة اختراعي في الخارج واليمن ليست موقعة عليها، أنتم في الوزارة كيف تطمئنونه من هذا التخوف لتسجيلهم عالمياً؟
نحن نمنحهم الحقوق ..! والمهندس محمد العفيفي من المخترعين الممتازين، والسباقين بالتقدم لطلبات براءة الاختراع، ما حصل من تعد على حقوقه كان في السابق قبل حصول القانون الدولي، حيث كان من السهل التعدي على الحقوق، لكن الآن معروف والمخترع إذا كان لديه وثيقة تثبت ملكية هذا الاختراع يستطيع المخترع أن يقاضيه وأن يحصل على الحكم.
.. هناك من يشتكي أن الوزارة تماطل في تسجيل طلبات التسجيل ولم يتلق مبادرة سريعة من قبلكم لتسجيل اختراعه ..هل صحيح هذا؟
حصل.. أن الوزارة كانت تستقبل براءة اختراع منذ الألفية وحتى 2011 عند صدور القانون، يستقبل كطلب إيداع ويترك، ولم يمنح شيء، كان سببه قصورا تشريعيا، لكن الحمد لله تجاوزنا ذلك ..الآن الاختراعات تمشي بصورة جيدة وبوتيرة عالية، أستطيع أقول إن المعاملات والإجراءات الآن تسرع من وتيرة استقبالها وتمضيتها قبل الكثير من الدول في هذا الجانب.
.. إذا حصل شخص على براءة الاختراع ..وصادف أن تعدى أحد على ملكيته ..فما الذي يمكن أن تعمله الوزارة في هذه القضية؟
هذه قضية شخصية ويستطيع صاحب الاختراع رفع قضية على من تعدى على ملكيته في المحاكم المحلية أو الدولية .. وأنا أضرب لك مثالاً: إذا كان أحد اشترى أرضية وسجلها في السجل المدني، وتم الاعتداء عليها، يفضل أن يرفع قضيته للجهات المختصة في النيابات والمحاكم لتقوم بالدور.
.. اليمن على وشك الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.. ومن ضمن الاتفاقيات التي تديرها المنظمة هي اتفاقية “تلبس “ وتنص اتفاقية تلبس على أن تتدخل الدول في حماية حقوق رعاياها في حالة الاعتداء على اختراعه.. أين كانت اليمن من هذه الاتفاقية عند سرقة أجهزة محمد العفيفي؟
حدث هذا في الثمانينيات ..واليمن حينها لم تكن منضمة إلى هذه الاتفاقيات المتعلقة بالملكية الفكرية ..نحن انضممنا في 2011 .. وهناك الكثير من طلبات التسجيل التي أودعت في الأدراج البعض منها انتهت صلاحيتها القانونية، الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية سيخدم المبدعين والمفكرين والمخترعين وأصحاب الحقوق .. وسيكافح القرصنة على الأفكار والمنتجات سواء كانت محلية أو دولية، وسيكون من حق محمد العفيفي وغيره من المخترعين الحق في الملكية الفكرية وبراءة الاختراع، كما أنه سيكون للمنتجين النفاذ للأسواق العالمية، واذا كان المستثمر اليمني غير قادر على شراء وتصنيع المخترعات اليمنية فسيكون من حق المخترعين أن يعرضوها على مستثمرين أجانب.
.. كلمة تود أن تقولها في نهاية هذا اللقاء؟
في الأخير نحن لن نقف حجر عثرة أمام تطور العلم والمساهمة في التقدم التكنولوجي ..وهذا الاختراع سيخدم البشرية لا شعبا بعينه أو دولة بعينها، ونحن نؤكد هنا ضرورة فتح مراكز أبحاث علمية في الجامعات للمساهمة في نشر المخترعات، كما أن للإعلام دورا مهما في تسويق هذه المخترعات للمستثمرين، وعلى المستثمرين أن يسعوا إلى الأماكن المتخصصة وإلى الأماكن الحاضنة لمثل هذه الاختراعات؛ لأنهم هم المستفيدون الرئيسيون منها، وعلى الشركات الكبيرة أن يكون لها مراكز أبحاث متخصصة بها؛ لأن الشركات العملاقة بدأت بمراكز أبحاث، ومراكز الأبحاث استقطبت العقول.. وأنتجت ثورة في التقنية.
الرجل الاستثنائي..
في الزمن الاستثنائي..!!
الإنسان الذي أكل الواقع من تجاعيد وجهه.. ولم يترك له الهم من شعر رأسه سوى ما صفي منها، لم يكن يدرك أن وضعه سيؤول إلى هذه الدرجة وهو الذي طاف بقاع الأرض بعلمه وإبداعه من الكويت وألمانيا إلى القاهرة وسويسرا حتى إن الأخيرة كانت تطرح عليه العمل في إحدى شركاتها الهندسية، لكن الوطنية التي تجري في عروقه عاندت هذا العرض وجعلته يُقبل أقدام أرضه قبل ترابها.
في واقع مرير كهذا.. لم يراع فيه حرمة مبدعيه.. كان للامبالاة نصيب في قتل أبنائها، وجعلهم يتراجعون بل ويلعنون اليوم الذي فكروا فيه بشيء اسمه الوطنية والوطن، وهذا ما جعلنا نتساءل: من المسئول عن تحول هذا الشعور وتقلبه، ثم لماذا فكر هؤلاء في التخلي عن وطنية كانوا يرونها اغلى من منح الدول المتقدمة وإغراءاتها!؟ أسئلة كثيرة تطرح هنا، للوطن الذي ما زال غائباً في أعماقنا نحن كيمنيين بالأصل.
إهمال
العفيفي الذي اخترع عشرين جهازاً ابتكارياً كما يقول، لم يلتفت إليه أحد وظل يصيح بكل صوته لكن لا احد هنا يسمع.. الكل أقفلت آذانهم إلا أناس جعلوا من البساطة وطناً لهم ولامسوا بقلوبهم قبل أيديهم جهده.. فرفعوا السماعة ليهنئوه بما وصل إليه أو طرقوا هاتفه في المناسبات العامة ليشعروه بقيمته الحقيقية بينما أصحاب السيارات الفارهة، كانوا يرفعون في وجهه زجاج السيارة حتى لا يسمعوه حين طرق باختراعه باب الوزارة المعنية.
- يقول العفيفي: حملت أوراقي ومخترعاتي وذهبت إلى الوزارة لأسجلها.. وصلت إلى هناك لكن الحراس منعوني من الدخول.. وطلبوا مني تسليم الملف، لكني رفضت وطلبت مقابلة المعنيين بهذا الشأن، أصررت على الدخول لكن الحراس بدأوا يدفعوني خارجاً ولولا أحد طلابي الذي كان مارا بالمكان لحدث لي مكروه من شدة ما دفع بي.
كارثة وطن
- “إذا كان المسؤول يبصرني وهو في الدور السادس .. وأنا أصيح من الشارع: يا مسئول بطل سبات، قوم ابصر اختراعي فينزل ويغطي عينيه بنضارة ويمشي .. وكأن المسئول ليس يمنيا وليس لي علاقة به .. وكأن المسؤولية في اليمن أصبحت تشفيرا..
يتابع العفيفي: هؤلاء شوهوا صورة اليمن في أعماقنا، وفي الخارج أيضاً.. وكأنهم بتربعهم على هذه الأماكن يريدون أن يثبتوا للعالم أن الأمهات اليمنيات عجزن أن ينجبن أشخاصا مبدعين حكماء كما قال عنهم النبي محمد، لكن الجيل الجديد سيعريهم قريبا.
سرقة أجهزته
بحزن عميق وبعينين تختزل في أعماقهما حسرة ابتلع الدهر نصفها فبقي نصفها الآخر يتكبد في أعماقه يحدثك محمد عن أفكاره وأجهزته التي سرقت: لدي عشرون جهازاً مبتكراً البعض سُرق مني والبعض الآخر ما زلت أعمل عليه حتى اليوم، جهاز (الأتوسكبت) الجهاز الذي يقرأ المذيع منه عند قراءة نشرة الأخبار، اخترعته في الثمانينيات وكنت حينها أعده من ضمن عملي الذي أقوم به لا أعيره أي اهتمام، الكثير من الأفكار والمخترعات كانت تأتيني أثناء احتياج القناة لها، مثل عربة البث المتنقلة التي جمعتها في الثمانينيات داخل عربة قبل أن يعرفها العالم، بالإضافة إلى جهاز قراءة الحالات النفسية والعصبية عن بعد الذي حصلت به على براءة اختراع مؤخراً، وجهاز المحافظة على سلامتنا من التدخين، يقوم هذا الجهاز بقطع البث الحي للقناة التي تتفرج إليها حين يستشعر التدخين مطلقاً كلمة “no smoking please “ لا للتدخين؛ ويظل يطلق هذا الصوت حتى ينتهي التدخين من الغرفة، وجهاز نضج الطبخ الذي ما زال العمل عليه جارياً حالياً.
- يشرح المهندس عمل جهازه الأخير ليقول: في الأيام الأخيرة أصبحت المرأة موظفة.. وهي تريد أن تفعل غداء قبل أن تخرج للعمل، لكن هذا الغداء لم ينضج بعد وهي تريد أن تلحق دوامها، فماذا تفعل.. طلعت عندي فكرة هذا الجهاز، فوضعت جهاز مرتبط بالمطبخ عندما ينضج الأكل يرن وإذا لم يجاوبه أحد يطفئ النار من تلقاء نفسه، أو يتم ربطه على جهاز فاكس عندما ينضج الأكل يتصل بك مباشرةً أو يفعل لك رسالة حسب البرمجة، أو تستطيع أن ترسل رسالة من مقر عملك لهذا الجهاز بأن يطفئ النار، فيتم إطفاؤه حينها.
رجل المهمات الصعبة
أكثر من سبعمائة اختراع موجود في أدراج الوزارة.. كما يقول فاروق المخلافي مدير قسم براءة الاختراع بوزارة التجارة والصناعة .. هذا الرقم الهائل من العقول المبدعة قد يوجد بينهم على الأقل ثلاثة اختراعات قد تفيد البشرية ككل.
- يقول هنا العفيفي: نحن بحاجة إلى الاستثمار في مجال العقل .. فالمبدعون في وطني كثر؛ فنحن نلاحظهم منذ الصفوف الأولى، هؤلاء لو تم تجميعهم وتدريسهم في مدارس خاصة لتنمية قدراتهم لخلقنا منهم مبتكرين، فالحكومة لو أنفقت على هؤلاء أو على الفرد الواحد خمسة ملايين حتى يكملوا دراساتهم لجنت الكثير من الابتكارات في حياتهم ولحصدت الدولة أعظم استثمار في هذا المجال.
- وعن كيفية التحاقه بالعمل في قناة اليمن يقول العفيفي: عدت لليمن برسالة من سفارتنا في دولة الكويت من الأستاذ إبراهيم الحضراني رحمة الله عليه، قال لي إن البلد بحاجة إليك، وكان هناك مهندس اجنبي تريد القناة التعاقد معه فلما رأى عملي قال لهم خلاص العفيفي ممكن يقوم بهذا الدور لا تقلقوا، كنت طموحا للعمل، حتى إن مهندساً اشتكى بي أنني اشتغل أعمالاً ليست مطلوبة مني.
- شغفه للعمل جعله يعالج أي مشكلة طارئة ولو كانت صعبة فأطلق عليه زملاؤه لقب رجل المهمات الصعبة لكثرة ما كان يستعان به، حتى إنه استطاع أن يتلافى مشكلة انطفاء قناة صنعاء سابقاً حينما كانت تتوقف عن البث عند انقطاع التيار الكهربائي، كانت المحطة تعمل على التيار المستمر فاستطاع تشغيلها على التيار المتردد، فلقيت هذه الفكرة قبولاً شديداً وخاصة من وزير الإعلام حينها عبد الرحمن الأكوع.
طفولة مرة
بدأ حياته برعي الأغنام ليسافر إلى المدينة بعد رحيل أبويه، وهو في سن مبكرة، درس في دار الأيتام وواصل دراسته حتى وصل إلي ما وصل إليه .يحدثك بافتخار عن بداياته وكأنه يجلد الزمن الذي أذاقه الويلات تلو الويلات، سافر من السعودية إلى الكويت أثناء حرب الملكية والجمهورية تهريباً، وواصل دراسته في محو الأمية في الكويت حتى حصل على الشهادة الإعدادية, من ثم التحق بمعهد تعليم الإلكترونيات محرزاً المركز السابع بين ستين طالبا، كان له رحلة في التمريض مع الهلال الكويتي الذي انتدب ليكون ضمن رحلة طبية إلى اليمن (الحديدة) تحديداً من قبل منظمة الهلال الأحمر الطبية أثناء المجاعة، بعث في رحلة دراسية إلى جامعة ما ركوني في بريطانيا لدراسة الإلكترونيات، ومن بعدها إلى سويسرا التي ساومته على العمل في إحدى شركاتها؛ لكن نظام التأمين في سويسرا كان يضمن التأمين لاثنين من أفراده فقط فرفض العرض وعاد بعد أن أحرز المركز الأول في دراسته.
ابتزاز
حصل على منحة خمسة آلاف دولار من وزير الإعلام سابقاً عبد الرحمن الأكوع لتسجيل اختراعه؛ لكنه حين ذهب لاستلامها قيل له هل نعطيك المبلغ لتسجيل جهازك أم نتبرع بها لصالح الفشل الكلوي فأحرج بهذا الموقف الإنساني، لكنه مع ذلك لم ييأس ناضل كثيراً حتى حصل على براءة اختراع في 2012 على جهازه قراءة الحالات النفسية والعصبية.. وعن فرحة التكريم يقول محمد: “فرحتي كبيرة لكنها ناقصة، فأنت عندما تركب في باص كبير إلى منطقة بعيدة، لم تصل إلى النهاية حتى تتجرع الكثير من الويلات، وهذه هي مشكلة بلدي.. لا تكرمك إلا بعد أن تصل إلى مرحلة اليأس.. فلو كان التكريم في شبابك لكان تشجيعا لك ولأعطاك فرصة كبيرة لمواصلة إبداعك.
- يقبع اليوم محمد في قناة اليمن الفضائية في غرفة الصيانة منذ 37 عاماً ومنذ ذلك الوقت لم يتعين بأية منصب على الرغم من أن طلابه الذين تدربوا على يديه أصبحوا اليوم اكثر حظاً منه..
- مشكلة تهميش المبدعين والمخترعين ليست مسؤولية جهة بعينها؛ وإنما يتعين على الجميع الوقوف سوياً لمساندتها، فمن رئاسة الجمهورية إلى وزارة الصناعة والتجارة إلى مؤسسات ومراكز البحث العلمي والمؤسسات الاستثمارية في البلد، حتى نستطيع أن نرتقي باختراعاتنا ومخترعينا من أجل الوصول إلى نهضة حقيقية في هذا البلد.
ظلم كبير جداً
وعن تجربة المهندس محمد العفيفي يقول الدكتور عبد الله الزلب مدير المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون سابقاً إنه تعلم على يديه أول ما دخلت التلفزيون عام 1980، وكان حينها كبير مهندسي التلفزيون وممن ساهم في إنشائه، و لديه طاقة غير عادية للإبداع والتميز لم يكن مهندساً عادياً حسب قوله كان يبتكر الكثير من الإبداعات والأشياء حسب احتياجات العمل دون حتى الرجوع للشركات المصنعة لهذه الأجهزة اذا حصل عطل فني بأي جهاز.
- يضيف: “هذا الرجل لو لقي الرعاية من وقتها ربما كان التلفزيون مختلفا وكان الرجل ربما واجهة لليمن نعتز به؛ لأنه ساهم في اختراع أكثر من جهاز، وأعتقد أن العديد من الأشياء ظهرت بعد ما فكر فيه بعشرين سنة كان يفكر في الثمانينيات وظهرت هذه الأجهزة في 2000 ومن هذه الأجهزة اختراع حماية الأطفال من مشاهدة التلفزيون عن قرب، عندما يقترب الطفل من جهاز التلفزيون الجهاز ينطفئ آلياً، وحسب ما عرفته كان يشتغل على جهاز إرسال الرائحة الكترونياً وهو الآن بدأ في البابين لتشفير المركبات الكيميائية لنقلها عبر البث.. ويؤكد الزلب: أنا أكملت تعليمي وتقدمت في حياتي ولا يزال المهندس محمد العفيفي هو نفسه في درجته الوظيفية نفسها بعد ثلاثين سنة وربما مرتبي صار افضل منه، فهذا ظلم كبير جداً يتم ممارسته على المبدعين والمخترعين، أنا حاولت بإمكانياتي البسيطة أن أتعاون معه وهذا واجبي.
مردود كبير
فيما قال عنه حسين باسليم مدير قطاع قناة اليمن: الأستاذ محمد العفيفي أقدم مهندس في قناة اليمن الفضائية منذ نشأتها في العام 1975، وجهوده وابتكاراته في هذه القناة ملموسة ولا يمكن لأي منصف إلا أن يقول بأنها كانت جهودا كبيرة.. إن بعض الأشياء التي عملت من قبله يمكن أن نطلق عليها اختراعات ومنها الصندوق الذي كان يتم من خلاله قراءة نشرات الأخبار قبل أن تبدأ به القنوات الأخرى وغيرها من الابتكارات والاختراعات التي ساعدت حينما كانت تسمى بقناة صنعاء حينها قبل الوحدة، ساعدت هذه القناة إلى أن ترتقي بأدائها إلى مستوى قنوات كانت فيها التجهيزات الفنية والإلكترونية موجودة بينما كانت تفتقر إليها قناة اليمن في هذه المرحلة وبالتالي نحن نعتبر العفيفي ركنا أو عمودا أساسيا قامت عليه هذه القناة هو وزملاؤه الآخرون، ولكن اللمسات الإبداعية والابتكارية ولمساته الفنية والهندسية ملموسة اكثر من غيره في هذه القناة، ولا يمكن في عجالة أن أذكر الاختراعات التي قام بها خلال الفترة الماضية، ولكنها ملموسة في عملية البث والإنتاج والتراسل عن طريق الميكروويف، حتى في إدارة الشئون الهندسية والصناعية داخل قناة اليمن الفضائية والأولى.. وحول سؤال عن ما الذي قدمته القناة كتكريم لمحمد العفيفي مقابل جهوده؟أجاب باسليم: حقيقة ربما لم يكن التلفزيون منصفاً كامل الإنصاف معه وربما للظروف التي كانت معيقة في هذا الجانب سواء كانت مالية أو غيرها، ولكن القناة أسهمت بشكل ما في إفادته في العدد من الدورات الخارجية في تلك المرحلة، عن طريق المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ..لكن نظل مقصرين حقيقة أمام المردود الكبير الذي بذله في تطوير العمل فنياً وهندسياً في قناة اليمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.