تحتفل بلادنا اليوم بمرور ثمانية وأربعين سنة من عمر الثورة اليمنية السبتمبرية المجيدة, هذه الثورة التي فجرها أحرار اليمن يوم الخميس 26 سبتمبر 1962م, وكانت ثورة ضد التخلف الإمامي والذي جثا على صدر اليمن سنوات طوالاً, عاش خلالها اليمنيون أسوأ الظروف وأقسى الأوقات من جراء الاستبداد المقيت والظلم والكبت والحرمان المفروض عليهم من قبل نظام ديكتاتوري متخلف, فجاءت ثورة 26 سبتمبر حاملة العلم والمعرفة والخير لليمن فبددت الظلمة وطردت حكام الطاغوت الإمامي وإلى الأبد، فاستطاع شعبنا الأبي أن يخرج من دياجير الظلام والعبودية والكهنوت إلى فضاءات الحرية والنور والرخاء. فالثورة اليمنية أحدثت فعل البركان في شمال الوطن وجنوبه, وجاءت الوحدة لتتوج هذا النضال العظيم الذي خاضه الآباء والأجداد, ولتعبر عن الرفض المطلق للحياة التي كانوا يعيشونها في ظل عهد الأئمة والاستعمار, ومن يقول غير ذلك فإنه يسبح ضد التيار وضد إرادة الحياة. والثورة هي كانت ولا تزال بمثابة شعلة مضيئة تنير الدروب أمام الأجيال اليمنية من أجل مزيد من العطاء والبناء والتقدم, كما لا يجب أن ننسى أن احتفالنا اليوم بمناسبة مرور 48 عاماً على قيام الثورة السبتمبرية هو تخليد ووفاء لشهداء الثورة اليمنية واعتزاز وتقدير لدورهم البطولي الرائع والصمود الباسل, الذي سجلته جماهير شعبنا في الالتفاف المتلاحم دفاعاً عن الثورة والنظام الجمهوري, فليس هناك من بيت في قرية أو منطقة أو محافظة في الوطن إلاّ ومنه شهيد أو جريح, وهبوا أنفسهم فداءً للوطن, وفي سبيل أن تسطع شمس الثورة والحرية والاستقلال والوحدة على الأرض اليمنية. وهنا تبرز حقيقة تاريخية ثابتة, بأن تطلعات ثوار سبتمبر وأكتوبر وأهدافهم التي من أجلها ضحوا وناضلوا وقدموا أرواحهم رخيصة, أصبحت اليوم منجزات تتحدث عن نفسها على امتداد الوطن اليمني، فالوحدة والديمقراطية والنماء المطّرد والأمن والاستقرار منجزات شامخة تحققت بحكمة وحنكة وشجاعة وإخلاص قيادتنا السياسية, التي اتخذت من أهداف ومبادئ الثورة اليمنية الخالدة نهجاً لمسارها. فشعبنا اليوم ينعم بمنجزات ثورته المجيدة التي أصبحت منتشرة على امتداد وطن ال (22 ) من مايو، فالمدارس والطرقات والصحة وغيرها من المشاريع الخدمية والتنموية, هي عناوين بارزة في حياة كل مواطن يمني.. وهذه الإنجازات هي مكاسب الثورة التي من أجلها ضحى وناضل شعبنا وجيشه الباسل، وهذه المنجزات العظيمة ما كان لها أن تتحقق لولا الأمن والاستقرار الذي يشهده الوطن، ولولا بناء قوات مسلحة حديثة تدافع عن سيادة الوطن وتصون المكاسب وتنشر السلام الاجتماعي في ربوع اليمن.. وكل هذه الإنجازات قد تحققت بفضل المولى عز وجل والجهود المخلصة لقائد مسيرة الوطن والثورة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله الذي يحرص كل الحرص على وحدة الصف وجمع الكلمة وتحقيق التوافق بين جميع فئات الشعب اليمني بمختلف أطيافه السياسية والاجتماعية, انطلاقاً من رؤيته الثاقبة للحفاظ على المصلحة الوطنية العليا, وتفعيل قاعدة الحوار الوطني الهادف إلى خدمة مصالح الشعب ورعايتها, من منطلق أن الوطن يتسع للجميع وأن الوطنية الحقة تستدعي من الجميع التحاور تحت سقف الثوابت الوطنية بعيداً عن افتعال الأزمات واستغلال المواقف وتجييرها لمصالح شخصية وحزبية ضيقة, وهو الذي يؤكد دوماً أن الوطن في أشد الحاجة إلى تسخير كل الطاقات والجهود والحوار من أجل استمرار عملية التنمية وتحقيق الإنجازات والانتصارات الشاملة. فهنيئاً لشعبنا احتفالاته بالعيد ال (48) لثورة ال (26) من سبتمبر الخالدة..وتحية لأولئك الشهداء الأبطال الميامين, الذين قدموا وبكل شجاعة ورباطة جأش أرواحهم رخيصة في سبيل تفجير الثورة..حاملين مشاعل الحرية والتغيير ليحيا شعبنا بعزة وشموخ وكرامة، فالمجد والخلود لشهداء الثورة والجمهورية والاستقلال. [email protected]