لاشك أن الإنسان هو الهدف الأول للثورة وغايتها ولم تكن ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م سوى قاعدة يمنية أولى لانطلاق الإنسان اليمني نحو نيل حريته وكرامته, وصناعة واقعه المشرق بعد عهود من الظلام والجهل. إن (48) عاماً من الثورة ومنجزاتها أعادت للإنسان اليمني حقوقاً مسلوبة, ومكنته من العيش الكريم في ظلِّ منجزات وتحولات تنموية كبيرة تؤكد اليوم عظمة الثورة وعظمة منجزاتها, التي توجت بأكبر منجز في تاريخ الشعب اليمني المتمثل بإعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990 م لتكون هذه الوحدة محطة أخرى من محطات التغيير نحو الأفضل, ونحو اكتساب الإنسان اليمني المزيد من الحقوق والحريات. من المؤكد أن التطور الذي عاشته اليمن بعد قيام الثورة المباركة مروراً بإنجاز الوحدة اليمنية المباركة والتحولات الكبيرة, التي شهدها الوطن في مختلف المجالات انعكست بشكل إيجابي كذلك على حقوق الإنسان والمواطن اليمني وحقه في الحياة الكريمة والتعليم والصحة، ضف إلى ذلك حقوقه في المشاركة السياسية واتخاذ القرار والمشاركة الشعبية، وطبعاً كان كل هذا نتاجاً طبيعياً لحالة التطور الذي مرّت بها اليمن بعد ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة، التي كانت ثورة حقيقية ضد كل ما كانت تعيشه في العهد الإمامي من الظلم والجهل والمرض والفقر, لتكون هذه الثورة المباركة القاعدة الأولى التي أعادت للإنسان اليمني اعتباره, وحفظت كرامته وآدميته, وأعادت إليه حقوقه المسلوبة, وحقه في العيش عيشة كريمة في وطنه وحقه في تقرير مصيره. وإذا ما حاولنا الحديث عن هذه الثورة المجيدة فإننا سنحتاج إلى إفراد مساحات كبيرة من الوقت ومن الذاكرة الإنسانية, والمصطلحات الكثيرة لتجسيد هذا الحدث الكبير.. فالثورة اليمنية لم تكن مجرد حركة ثورية من أجل تغيير نظام الحكم الإمامي المتخلف, بل كانت ثورة وطنية تحمل في طياتها إرادة شعب لتغير واقعه المظلم والمتخلف، الشعب الذي استمر لسنوات يرزح تحت الحكم الإمامي البائد. نعم ثورة عنيفة ضد الجهل والفقر والمرض, الذي خيّم على الشعب اليمني, وجعله يعيش في عزلة رهيبة عن العالم وانقطاع عن التطور والنمو الطبيعي للشعوب, وقبل هذا كانت ثورة من أجل استعادة حقوق وحرية الإنسان اليمني التي سلبها الحكم الكهنوتي بمعنى ثورة حقيقية من أجل استعادة كرامة الإنسان فكانت الثورة تمرداً على الحياة والأوضاع التي يعيشها وحالة الجهل والفقر والتخلف التي عاناها. ومهما حاولنا الحديث عن ثورة ال 26, فهي أكبر من أي وصف, وأشمل من أي تعريف واعتقد أننا إذا أردنا الحديث عن عظمة الثورة اليوم بعد (48) عاماً من قيامها, فعلينا أن ننظر حولنا يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً, ونرصد ماذا تحقق لليمن من إنجازات ونقلات نوعية وتحولات كبيرة على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية على مدى هذه الأعوام مروراً بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة, وترسيخ الديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الصحافة وغيرها من التطورات المهولة.. من هنا فقط سنشعر بعظمة الثورة اليمنية, ونعرف ماذا مثلت لأبناء اليمن, فتحيةً لكل الشهداء الذين بذلوا دماءهم من أجل عزة وكرامة الوطن, وتحية للمناضلين الذين دافعوا عن الثورة والجمهورية والوحدة, وكانوا سبباً لأن نعيش في ظل هذه التحولات، وتحيةً لفخامة الأخ المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باني نهضة الوطن, ومحقق أهداف الثورة اليمنية .. والمجد والخلود للوطن اليماني الشامخ بثورته ووحدته ورجاله الأوفياء والمخلصين. (*) رئيس الملتقى الوطني لأبناء شهداء ومناضلي الثورة اليمنية بمحافظة المحويت.