هناك من يطلق على هذه العملية(تبييض الأموال) والمعنى مفاده: تحويل الأموال غير المشروعة إلى أموال مشروعة تدور في السوق، وتدخل وتخرج من وإلى المؤسسات النقدية((المصارف)) بأمان, ونحن نسمع ونقرأ حول عملية (غسيل الأموال) في الغرب الرأسمالي حيث توجد (مافيات) عديدة تعمل في عدة مجالات غير مشروعة مثل (تجارة المخدرات) وتجني من ذلك أموالاً هائلة جداً .. وهي في صراع دام منذ عقود من الزمن مع النظام الرأسمالي لسببين:- الأول: أن هذه العصابات الدولية تتاجر بالمخدرات (السموم البيضاء) والحشيش، وغيره وتروجها في بلاد الغرب بشكل رئيسي، وتجارها وموزعوها ووكلاؤها وناقلوها يقعون ضمن المنظومة الكلية ل(المافيا) والتي يوجد لها زعماء، وقادة، ومقاتلون ..وإلى حد الآن لم تستطع الأنظمة في الغرب مواجهتهم وتصفيتهم ..فهم يقاومون بشراسة، ويفلتون من القوى الأمنية .. بل إن ((المافيا)) قد تسللت إلى الأجهزة الأمنية وإلى داخل النظام الرأسمالي، وصار لها عملاؤها في داخل النظام وأجهزته الأمنية التي تساعدهم على البقاء والعمل. الثاني: أن هذه المافيا تحصل على أكداس هائلة من الأموال غير المشروعة تسعى إلى إضفاء المشروعية عليها، عن طريق ما يسمى بالغسيل، أو التبييض عبر البنوك، أو عبر مشاريع استثمارية مشروعة .. لكنها تواجه صعوبة في ذلك لوقوف النظام الرأسمالي في وجهها .. والتحري هناك دقيق جداً، والرقابة شديدة حول كل من يريد التعامل مع البنوك أو الاستثمار بمبالغ ضخمة .. دون أن يكون معروفاً، وله تاريخه داخل النظام الرأسمالي .. وخوف النظام الرأسمالي هو من عملية استيلاء المافيا على النظام النقدي والقطاعات الاقتصادية، وبالتالي على النظام برمته. في البلاد العربية والإسلامية ومنها بلادنا لا يوجد من يسأل أو يراقب أو يتحرى عن أولئك الذين يظهرون أثرياء فجأة، ويدلجون إلى عالم المال والأعمال والمقاولات والعقارات، والأعمال الخدمية، والتجارة دون أن يكون لهم أي تاريخ في هذه المجالات ولا أحد يعرف كيف بدأوا وتطوروا وأثروا إلى حد لم يعد يذكر إلى جانبهم ذوو التاريخ العريق في السوق .. لأن أثرياء الفجأة قد طغوا على كل شيء في البلاد دون عوائق أو موانع ..حتى الموانع القانونية دانت لهم .. فالغسيل والتبييض عندنا في مأمن!!.