أيام قلائل تفصلنا عن موعد انطلاق بطولة خليجي 20 الذي تحتضنه بلادنا في نوفمبر الجاري لتتجه الأنظار العربية والخليجية والإقليمية نحو اليمن الذي تستضيف هذا الحدث الرياضي الكبير لأول مرة في تاريخها الرياضي, وهو الأمر الذي يعتبره البعض تحدياً لقدرة اليمن على إنجاح هذه التظاهرة الرياضية العربية التي تعتبر أهم حدث رياضي عربي وخليجي على الإطلاق. وبالرغم من اقتراب انطلاق البطولة ومنافساتها وما تحمله من دلالات كثيرة إلا أن البعض من الناس يغفلون الأهمية الكبيرة لهذا الحدث الرياضي العربي والخليجي وكذا الأبعاد القريبة والبعيدة التي يكتسبها احتضان بلادنا لها. ومن خلال التتبع اليومي للتقارير والتحليلات للصحف الخليجية ووسائل الإعلام العربية التي بدأت في تكثيف الحوارات والتقارير قبيل أيام من انطلاق البطولة في أحضان عدن درة المدن اليمنية يتضح أن ثمة أموراً تؤكد أهمية هذا الحدث والتجمع الخليجي الذي يجب أن يستوعبه الجميع والأهمية التي تمثلها استضافة اليمن لخليجي20 والمسئولية الملقاة على عاتق كل مواطن شريف من اجل المساهمة في إنجاح هذا التجمع الرياضي الذي كان مجرد الحديث عن إقامته في اليمن يعتبر حلماً بعيد المنال ولا يمكن الحديث عنه لتأتي السنوات وتثبت القيادة السياسية بأنها قادرة على تعزيز علاقات اليمن بالأشقاء في الخليج العربي إلى مستوى من التعاون والشراكة وكذلك الثقة المتبادلة التي جعلت ما كان بالأمس حلماً بعيد المنال يصبح حقيقة واقعة وعلى بعد أيام قليلة من التحقق لاسيما بعد التحضيرات والتجهيزات الكبيرة التي بذلتها اليمن من اجل إنجاح خليجي 20 والمشاريع المهولة والعملاقة التي نفذتها الحكومة وبإشراف ودعم من قبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي عودنا دائما على تحقيق الأحلام والأماني. لابد أن نستوعب جميعا أهمية هذا الحدث الذي لا يعتبر أكبر تظاهرة رياضية تشهدها اليمن منذ فجر الثورة السبتمبرية الخالدة إلى اليوم فقط؛ بل يعد أهم حدث متعدد الأهمية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية، فبإقامة خليجي20 وما يحمله من منافسات وإثارة رياضية إلا أنه سيكون أهم حدث يستقطب الآلاف من الزوار من كافة دول الخليج الست وبالتالي يشكل اكبر تجمع سياحي للزوار من مختلف دول الخليج ويمثل في ذات الوقت اكبر جسر للتواصل المباشر مع إخواننا في الخليج، ومن هنا تنبع مسئولية كل مواطن شريف في عكس الصورة الحقيقية للمواطن اليمني الأصيل باعتبار هذا التجمع وهذه الوفود الزائرة لليمن جاءت للاطلاع على ما يزخر به يمن الحكمة والإيمان من موروث حضاري وثقافي والاطلاع على ما تزخر به اليمن أيضاً من مقومات سياحية وطبيعية فريدة وقبل هذا وذاك الاطلاع على ما يتمتع به الإنسان اليمني من قيم وأخلاق نبيلة خلدها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما قال: “ الإيمان يمان والحكمة يمانية, جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة “، ومن هنا تنبع أهمية الإدراك الواعي للمسئولية الوطنية الملقاة على عاتق كل إنسان يمني شريف في عكس الصورة الحقيقية عن اليمن والإنسان اليمني والمساهمة في إنجاح هذا الحدث الرياضي الهام الذي سيعود بالخير والنفع على الوطن. إن إنجاح هذه التظاهرة الرياضية والسياحية الكبيرة ليست مسؤولية الحكومة والأجهزة الأمنية فقط بل هي مسئولية كل من يحمل في قلبه حباً لوطنه وحرصاً على أمنه واستقراره وتطوره وازدهاره، أيضاً لابد أن نشير إلى مسئولية الجميع في تحقيق الأهداف التي رسمتها القيادة السياسية والحكومة من خلال استضافة بلادنا لخليجي 20 والتي تصب في مصلحة البلد .. هذه المسئولية التي تتقاسمها كل الجهات الرسمية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني المعول عليها القيام بأدوار ومبادرات جدية تزيد فرص النجاح والتألق لخليجي20 , فهذه المنظمات لديها القدرة على تقديم مبادرات وتنظيم فعاليات توعوية وكذلك لديها القدرة على الترويج الناجح لما تزخر به اليمن من مناخات ديمقراطية تتميز بها عن كثير من دول العالم وأدوار أخرى تستطيع من خلالها استغلال هذا الحدث الرياضي من أجل تحقيق الاستفادة للوطن وعلاقاته مع أشقائه في دول الخليج العربي. وأنتهز هذه المناسبة من خلال صحيفة “الجمهورية” الغراء لأثمّن المبادرة التي أقرها الملتقى الوطني لأبناء شهداء ومناضلي الثورة اليمنية بالمساهمة الفعلية في إنجاح خليجي 20 من خلال إيفاد قرابة ال (250) شاباً من أبناء الشهداء والمناضلين ومن غيرهم من الشباب والطلاب من مختلف محافظات الوطن إلى محافظة عدن للمساهمة في إنجاح خليجي 20 تحت راية اليمن بالمشاركة في أعمال التنظيم والترتيب في الملاعب وتوزيع المياه على الجماهير وكذا الصور الجمالية عن مناطق الوطن والتعريف بالمواقع السياحية الجميلة، أو أية أعمال تطلبها منهم اللجنة المنظمة للبطولة من اجل تقديم العون لإخوانهم وأشقائهم من الخليج وهو قرار يستحق الإشادة والتقدير. وبالنسبة لنا في محافظة المحويت فقد دعمنا هذا التوجه الجميل وساهمنا في تقديم المعونة لعدد من الشباب من أبناء المحافظة للمشاركة مع إخوانهم من مختلف المحافظات ليكون لشباب الوحدة اليمنية دور ملموس في خدمة وطنهم، لأن إنجاح هذا الحدث الرياضي الهام مسئولية وشرف يتحمله كل إنسان يحب وطنه, ومنظمات المجتمع المدني هي جزء من المجتمع اليمني بمختلف تكويناته وشرائحه, ومهما كان هناك اختلاف في الرؤى أو في الانتماءات الحزبية وغيرها إلا أن حب الوطن والحرص على مصلحته ووضعها فوق كل اعتبار هو القاسم المشترك لدى الجميع لأن الوطن أغلى وأبقى ومصلحته أولاً وأخيراً, وقبل كل المصالح والانتماءات الضيقة.. خليجي 20 في اليمن سيكون بإذن الله ناجحاً بكل المقاييس مادام كل يمني شريف حريص على إنجاحه وتقديم يمن الحكمة والإيمان من خلاله وكم أثلج صدري عندما تناول احد خطباء المساجد في أمانة العاصمة الأسبوع الماضي موضوع خليجي 20، وأكد أن هذا الحدث الرياضي يمثل محطة من محطات اللقاء والمحبة بين الأشقاء في الخليج وإخوانهم في اليمن وستكون ثماره خيراً على الجميع وتعميقاً لجسور المحبة وإبرازاً للقواسم المشتركة التي تجمع دول الخليج واليمن السعيد, وإن من واجب كل إنسان تعزيز هذه العلاقات وتقويتها وإثبات أن اليمن هي بلد الأمن والاستقرار وبلد الحكمة والإيمان وبلد المحبة والسلام مهما حاولت بعض وسائل الإعلام الأجنبية تشويه الصورة. تواجد الأشقاء في الوطن في عدن الأبية خلال نوفمبر الجاري سيثبت بأن اليمن هي الحضن الدافئ للأشقاء في الخليج، وكل من يأتي إلينا سيعرف بأن الواقع في اليمن أجمل من أي وصف وأن الإنسان اليمني يحمل قيماً نبيلة وخصالاً حميدة استحقت إشادة الرسول الكريم، فتحية لهذا الخطيب المتنور وتحيةً للملتقى وتحيةً لكل الجهود الجبارة التي بذلتها القيادة السياسية والحكومة للتحضير لخليجي 20 ومرحباً بالأشقاء في حدقات العيون ومرحباً بكم في وطنكم وبين أهلكم .. فاليمن منبع حب وإخاء ومنبع حضارة عربية وإسلامية أصيلة, وهذا ما ستثبته الأيام القادمة بإذن الله.