أنا يمني، عربي، مسلم أحب لبنان العربي, لبنان الأرض والشعب المتعايش المتوافق، المتسامح.. والشهيد “رفيق الحريري” طيب الله ثراه من أهم الشخصيات اللبنانية التي أُعجب بها وأُحبها.. ويعلم الله وحده كم تأثرت، وحزنت وتألمت حين تنامت إلينا الأخبار التي تحمل نبأ اغتياله.. وكم أتشوّق إلى اليوم الذي يتم فيه الوصول إلى المجرمين القتلة، والقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة لينالوا عقابهم على جريمتهم الشنعاء.. التي لم تستهدف فقط حياة وروح الشهيد “رفيق الحريري” وإنما استهدفت من وجهة نظري اغتيال لبنان كله، ومحو اسم لبنان من على الخارطة لتحل محلها تسميات جديدة لدويلات “كانتونية” قزمية.. تحمل مسميات طائفية، ومذهبية، ومناطقية، وأسرية و...و...إلخ..جنباً إلى جنب مع ضرب سورية، وإسقاط نظامها وإحلال نظام بديل يقبل ويخضع للتسويات مع العدو الصهيوني لصالح العصابات الصهيونية. عموماً نقول لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري: لقد كنت ومازلت مع حقك في الوصول إلى القتلة وإقامة العدالة فيهم.. لكن كنتُ معك سابقاً كرئيس لتيار المستقبل ونجل الشهيد.. إنما اليوم أنت أكبر مما كنت.. فلست نجلاً ولا رئيساً للتيار.. بل أنت رئيس للحكومة اللبنانية.. أي أنك مسئول عن لبنان كل لبنان سيادةً، ووحدةً، وتحريراً، وعن دم الشعب اللبناني وعن أمن واستقرار لبنان بكل طوائفه، ومذاهبه، ومناطقه.. ولا أعتقد, بل أجزم أن الشهيد “رفيق الحريري” لو بالإمكان أن يعود إلى الحياة لقال لك: ياسعد إذا كان دمي سيكون سبباً في إراقة دماء اللبنانيين، وإزهاق أرواحهم، وسيؤدي إلى الفتنة، ويشكل خطراً على وحدة لبنان، ويعوق تحرير الأرض.. فليكن دمي فداءً لوحدة لبنان، وحقن دماء شعبه، وثمناً لتحرير أراضيه المحتلة، ومن أجل توافق وتعايش اللبنانيين.. يا”سعد” أحرص أولاً كرئيس للحكومة على لبنان ووحدته وأمنه واستقراره وتنميته وتطويره وتحقيق العدالة بين اللبنانيين في مختلف مناطق لبنان دون تفريق أو تمييز أو بين طائفة وأخرى ومذهب وآخر.. وعليك أن تتخذ قراراتك، وتحدد مواقفك من وحي مصلحة لبنان كل لبنان، وليس من وحي نزعة الثأر لدمي الذي يزينونه ويجملونه لك أعداء لبنان، ومن يسير في فلكهم من ضعاف النفوس والعملاء، وأعلم أن دمي في ذمة أعداء لبنان، ولاعدو للبنان سوى العصابات الصهيونية وأصحاب “الفوضى الخلاقة” وعملائهم من اللبنانيين الذين يزايدون بدمي ويستغلونه لاغتيال لبنان بعد أن اغتالوني فلا تدعهم يغتالون لبنان.. والله بهم محيط.