لبنان مازال حتى اليوم ساحة لمواجهات ومعارك ليست مواجهاته، ولامعاركه.. فالمواجهات والمعارك وإن لم تكن ساخنة الآن هي مواجهات ومعارك آخرين.. لكن بآليات لبنانية، وفي النهاية يجب أن يعلم اللبنانيون جميعاً أن مايدور بينهم سوف يكونون وقوده، وستكون لبنان ضحيته (عروبياً، وإسلامياً، ومسيحياً) وإذا كان هناك لبناني يعتقد أنه سيكون المنتصر، أو المهزوم.. فإنه واهم.. لأن المنتصر أو المهزوم في هذه المواجهات لن يكون غير العدو الصهيوني. إن انتصار اللبنانيين الحقيقي والصادق والأمين هو في وحدته وتوافقهم وتعايشهم.. وذلك لن يحصل إلا في حالة وعيهم، وفهمهم أنهم مستهدفون جميعاً.. منذ حربهم الأهلية في السبعينيات، مروراً بالغزو الصهيوني في الثمانينيات، وفي كل الفتن التي مروا بها حتى التحرير، ثم حرب تموز وانتصارهم فيها، وكذا انتصارهم في الانتخابات، وتشكيل الحكومة اللبنانية.. كل هذا وغيره من الأهوال كان لبنان بوحدته وتوافقه وتعايشه وعروبته هو المنتصر , بينما الهزيمة أو الهزائم كانت تلاحق أعداء لبنان بدءاً بالعصاة العاقين من أبنائه، والعملاء، ومروراً بالقوى المتآمرة عليه من خارجه، وانتهاءً بالتآمر الأجنبي، والعصابات الصهيونية. وإذا كانت المحكمة الدولية المختصة باغتيال رفيق الحريري قد فشلت في تحقيق ضرب اللبنانيين ببعضهم والقضاء على مقاومتهم في جولتها الأولى مما أدى إلى الانتقال بالمؤامرة إلى العدوان العسكري في تموز 2006م من قبل الصهاينة والذي انتهى أيضاً بفشل العدوان وانتصار لبنان.. فإن المؤامرة تعود من خلال المحكمة الدولية التي تسعى إلى إثارة الفتنة ليدمر اللبنانيون أنفسهم ومقاومتهم، وتتحول لبنان إلى ضيعة صهيونية.. وقاعدة لشرق أوسط صهيوني باستخدام واستثمار(دم الشهيد رفيق الحريري). ختاماً.. لو أطل الشهيد رفيق الحريري على اللبنانيين لدقائق قال لهم : أيها اللبنانيون حافظوا على لبنانكم عربياً موحداً متعايشاً متوافقاً وضعوا نصب أعينكم العصابات الصهيونية.. العدو الرئيسي للبنان .. وهم وعملاؤهم والمتواطؤون معهم من اغتالوني ليغتالوا لبنان.. فلاتدعوهم يغتالوا لبنانكم.. فدمي سال فداءً للبنان عروبة ووحدة..ووفاؤكم لي في وحدتكم، وحماية عروبة ووحدة لبنان أرضاً، وشعباً.