لبنان.. التعايش، التوافق، الموحد الواحد العربي أثبت عبر تاريخه الحديث منذ الاستقلال.. وحتى اليوم أنه أقوى وأعظم وأعصى من أن تنال من مميزاته هذه أية قوة أو مؤامرة أو عدوان أو دسيسة.. إنه أقوى من كل المشاريع الاستعمارية الهادفة إلى اغتيال لبنان الواحد، لبنان العربي لإحياء لبنان المفتّت، لبنان المجزأ، لبنان الكانتونات، والعزب. إن المحاولات التي استهدفت لبنان الواحد الموحد العربي سلسلة طويلة يصعب تناولها هنا بالتفصيل.. لكننا نقول: إن اغتيال الشهيد كمال جنبلاط، ورشيد كرامي، وحاوي، والحريري، والجميل بيار، وتويني، وأخيراً فرانسوا الحاج.. أيضاً تعرض لبنان لغزو المارينز في 1958م، والاجتياح الصهيوني في 1982م، والفتنة اللبنانية اللبنانية، واللبنانية الفلسطينية، وعدوان تموز 2006م الصهيوني، والتمرد المسلح في نهر البارد.. كل هذه المحاولات فشلت وسقطت، ولم يسقط أو يركع لبنان.. بل خرج منها المنتصر دائماً بوحدة شعبه والتفافه حول الجيش الوطني اللبناني والمقاومة الوطنية اللبنانية.. وهو ما يؤكد أن لبنان رغم صغره مساحة وسكاناً إلا أنه أقوى وأعظم من المؤامرات، وأصلب وأعند أمام أي عدوان يسعى إلى اغتيال وحدته، وسلخه عن عروبته، وسيبقى لبنان كذلك.. وهي الحقيقة التي لم يدركها أعداء لبنان وعملاؤهم، الذين مازالوا يراهنون على العملاء الانعزاليين، وعلى التعددية الطائفية والمذهبية، وعلى حجم لبنان الصغير مساحة وسكاناً.. نعم لم يدركوا أنهم يراهنون على جواد خاسر، لأن لبنان التعايش والتوافق والموحد والعربي هو الروح الأقوى والأعظم والأعصى على أي تآمر أو عدوان. لبنان قوي، عظيم بشعبه.. بجيشه الوطني، ومقاومته الوطنية، الذين ينتمون إلى عقيدة وطنية عربية واحدة، ويجمعهم في حضنه لبنان الرائع بمآذنه وكنائسه، بسهله وجبله وقاعه، وجنوبه وشماله، بحضارته وتاريخه، لبنان بماضيه وحاضره ومستقبله هو المنتصر دائماً.. والمنهزمون دائماً أعداؤه والمتآمرون عليه.. هذه حقيقة تاريخية كتبها لبنان بنضاله ودماء شهدائه، ومسلمة واقعية يسطرها لبنان بصموده وممانعته ومقاومته.. فمتى يعود عنه الأعداء؟؟!!