الحملة الإعلامية الشرسة التي يشنها حاليا الأعداء والخصوم السياسيون، ومن في قلوبهم مرض، في الداخل والخارج، على بلادنا اليمن على ضوء (مسرحية) الطرود الملغومة؛ تنمّ عن مخطط صهيوني خبيث رُسمت له سيناريوهات تفضي إلى استهداف اليمن أولاً بزعزعة أمنه واستقراره وتشويه سمعة نظامه السياسي بهدف انهياره ومن ثم تحويله إلى ملاذ آمن، ليس لتنظيم القاعدة فحسب، بل لأمراء الحروب من طوائف عقدية، ومغامرين راديكاليين، ومرتزقة وغيرهم. ونفهم من هذا المخطط الصهيوني الخبيث أن الهدف النهائي الذي وضعت له هذه السيناريوهات، منذ أن أطلق سيئ الذكر( جورج دبليو بوش) مشروعه الشيطاني المسمى ب” مشروع الشرق الأوسط الجديد” مطلع العام 2004م والذي أعطى بدوره الضوء الأخضر للدوائر الصهيونية هو الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية الذي يرتبط أمنها واستقرارها بأمن واستقرار اليمن، وذلك إذا ما تحولت اليمن إلى منطلق للقاعدة وأمراء الطوائف وتجار الحروب لتنفيذ هذا المخطط،، و من ثم إسقاط بقية الأنظمة الحاكمة في الخليج العربي، ليعاد ترتيب التقسيم الجيوسياسي وفقاً لما رسمته له خارطة “مشروع الشرق الأوسط الجديد” التي نشرتها الدوائر “الصهيوأمريكية” في مارس2004 ثم أخفتها فجأة. والباعث على الدهشة والاستغراب حد الرثاء، أن قادة ما يسمى بتنظيم القاعدة والذين يوهموننا بالجهاد ضد أمريكا بوصفها حاضنة وداعمة لإسرائيل، يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم باتخاذهم اليمن ملاذا لهم، بعد انهياره ثم منطلقا لهم لتدمير أنظمة الجزيرة ودول الخليج العربي، إنما يخدمون هذا المخطط الصهيوأمريكي لتنتصر بدورها إسرائيل ، غير أنهم يختالون أنفسهم جهلاً وجبناً كما قال الشاعر: جهلٌ علينا وجبنٌ عن عدوهمُ لبئست الخلتان الجهل والجبن والأنكى من ذلك، بل والأشد وطأةً على النفس أن نرى من يجاريهم في مشاريعهم الخبيثة هذه من بين قادة قوى المعارضة اليمنية، وممن يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين والمفكرين الديماغوغيين، فنجدهم في الصحف والمواقع يهللون ويكبّرون لما لحق باليمن من محنة عابرة جراء “مسرحية” الطرود المغرضة، بل زادها البعض منهم “ حبتين” فذهب يبشر بانهيار الوطن الذي أنجبته تربته وأظلته فضاءاته ، فأي جهالة وجبن عند ذلك المبشر باقتراب موعد انهيار وطنه؟! قال الشاعر: ( هذا زمن الحق الضائع لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله؟! ورؤوس الناس على جثث الحيوانات ورؤوس الحيوانات على جثث الناس فتحسّس رأسك فتحسّس رأسك) صلاح عبد الصبور [email protected]