(بريطانيا) (المملكة المتحدة) (الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) خلال الحقبة الاستعمارية.. بريطانيا التي منح وزير خارجيتها (بلفور) وعداً بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ووقفت دولته وراء تحقيق هذا الهدف.. وهي الدولة التي كانت منتدبة على فلسطين.. أي وصية عليها حسب القانون الدولي الذي يعطي حق الوصاية على أي بلد لإدارة شئونه، والحفاظ على مصالحه، وإعداد أهله لإدارته. نعم هذه الدولة العظمى بدلاً من القيام بأمانة الوصاية على فلسطين، استغلت الوصاية، وسعت لتنفيذ وتحقيق وعد بلفور من خلال دعم وتشجيع وتبني إنشاء دولة للصهاينة على أرض فلسطين عبر الإشراف والتجهيز للهجرات اليهودية من أوروبا إلى فلسطين.. والقيام بتدريب وتسليم العصابات الصهيونية، والتواطؤ مع العصابات الصهيونية التي تشكلت، والتستر على جرائمها الإرهابية البشعة ضد الشعب الفلسطيني حتى إعلان الصهاينة اغتصابهم لأرض فلسطين بإعلان دولتهم الغاصبة (اسرائيل) نعم هذه الدولة العظمى التي أؤتمنت على فلسطين بمنحها الوصاية عليها أخلت أو خانت الأمانة، وانتهكت قانون الوصاية، وارتكبت جريمة شنعاء بتسليم فلسطين للعصابات الصهيونية.. وهي جريمة ستظل وصمة عار في تاج الامبراطورية العظمى مدى الدهر.. وهو عار لن يمحوه الزمن. ومع ذلك فالعصابات الصهيونية لا تعترف لبريطانيا بجميل، ولا تدين لها بمعروف.. بل إنها تتطاول على بريطانيا العظمى، وتهينها، وتذلها، وتقزم عظمتها، وتمتهن حكومتها، وتعيدها إلى الخلف من خلال الضغط عليها، وإرغامها على تعديل قانون بريطاني يعطي الحق لبريطانيا باعتقال أي مسئول أجنبي على أراضيها متهم بجرائم حرب، ولم تجد بريطانيا العظمى إلا أن تطأطئ رأسها، وتقزم عظمتها ويمرغ تاجها في وحل العصابات الصهيونية.. وذلك بإقدامها على تعديل القانون ليصبح أفراد العصابات الصهيونية المتهمون بالإرهاب، وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يدخلون ويخرجون من بريطانيا كما يحلو لهم بعد أن ظلوا في خوف على مدى فترة مضت، لا يجرأون على دخول بريطانيا خوفاً من الاعتقال. فأين البريطانيون؟! وأين عظمة بريطانيا؟! وما موقفهم من حكومتهم التي تطيح بعظمة بلادهم؟ وسمو تاجهم؟ وتضرب عرض الحائط بالقيم والأخلاق البريطانية لحماية حفنة من شذاذ الآفاق من العدالة.. والجزاء الذي يستحقونه على جرائمهم وإرهابهم.. هل يثأر الشعب البريطاني لعظمة دولته، وشرفها؟!.. ننتظر ذلك.