مر علينا عيد الأضحى المبارك في ظل ظروف معيشية صعبة جداً للغالبية العظمى من الناس وفي ظل ارتفاع جنوني للأسعار الأمر الذي أدى إلى عدم استطاعة أصحاب الدخل المحدود وعمال الأجر اليومي من توفير أدنى متطلبات العيد وفي مقدمتها الأضاحي وملابس الأطفال فأسعار (التيوس والكباش والأثوار) والتي اعتاد الناس التضحية بها في هذا العيد كل عام كانت خيالية جداً سواء المحلية أو المستوردة على السواء فالتيس البلدي على سبيل المثال وصل سعره إلى أربعين ألفا والمستورد إلى خمسة وعشرين ألف ريال أما أسعار الملابس فهي الأخرى (مولعة نار) ومسكين الذي معه خمسة أو ستة أو ثمانية أو عشرة أبناء فكل واحد منهم تكلف كسوته على أقل تقدير خمسة آلاف ريال فإذا كان راتب الموظف ما بين الثلاثين إلى الخمسين ألف ريال فماذا عساه أن يعمل بنصف الراتب الذي تم صرفه قبل حلول العيد بيومين فهو مطالب بتوفير كبش العيد وكسوة للأولاد ومتطلبات العيد الأخرى ناهيك عن الوفاء بالالتزامات الواجبة عليه كزيارة الأرحام ومعايدتهم ومشاركة العرسان من الأهل والأقارب والأصدقاء أفراحهم إلى جانب الوفاء بالالتزامات الشهرية (الإيجار، ديون البقالة، فواتير استهلاك الكهرباء والماء والتلفون).. هذا هو حال الموظف وقس على ذلك العمال سواء بالأجر الشهري أو اليومي ومثلهم منتسبي القوات المسلحة والأمن والمتقاعدين.. هذا هو الواقع المعاش فالظروف المعيشية صعبة والغلاء الفاحش سرق فرحة العيد من القلوب والابتسامة من شفاه الصغار والكبار معاً وجعل العيد هما ونكدا وحسرة للغالبية العظمى.. ما من شك أن الغلاء قصم ظهورنا جميعاً وحول حياتنا إلى هموم متواصلة لكن هناك أمرا مهما جداً غائبا عن بالنا ويعد أحد الأسباب الرئيسية لمعاناتنا ألا وهو عدم التخطيط لحياتنا العملية والمعيشية فكل أمور حياتنا تمشي بالبركة فإذا كان هناك تخطيط وتنظيم لحياتنا المعيشية فحتماً سيكون وضعنا أفضل مما هو عليه حالياً فلو أن الواحد منا وضع ميزانية شهرية لمصروفاته تتناسب مع حجم دخله الشهري ووضع في حسبانه المصاريف الاستثنائية مثل مصاريف عيدي الأضحى والفطر ومتطلباتهما وكذا الحالات الطارئة كالمرض لاسمح الله ووضع مبلغا بسيطا شهرياً في التوفير البريدي مثلاً خمسة آلاف ريال في الشهر كأقل تقدير فسوف يجد نهاية العام أنه وفر ستين ألف ريال وهذا المبلغ لاشك سيحل له مشكلة توفير متطلبات عيد الأضحى المبارك أو حتى جزء منها مثل قيمة الكبش وملابس الأولاد .. فالأمر بسيط جداً ولن يؤثر على الميزانية الشهرية؛ إذ يمكن للواحد منا التنازل عن تناول القات خمسة أيام في الشهر ويوفر قيمة القات في التوفير البريدي والعمل بالمثل القائل (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود) بدلاً من المثل الآخر الذي يقول: (اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب)..ما رأيكم أيها الأعزاء القراء من الموظفين والعاملين في القطاعين العام والمختلط والخاص نجرب معاً فكرة التوفير البريدي بواقع خمسة آلاف ريال شهرياً بدءاً من الشهر القادم ديسمبر لنرى في عيد الأضحى في السنة القادمة إن شاء الله النتيجة .