عرفتُ الفنان عادل حاجب من خلال الأستاذ السفير الحاجب الذي أطلعني على تجاربه الفنية الأولى في عام 1997م، وأذكر يومها أنني قلت للأستاذ الحاجب إن عادل فنان واعد، وإن خطوطه وألوانه تدل على مشروع موهبة قادمة. تالياً وبمرور الأيام وعندما توليت إدارة تحرير مجلة “كل الأسرة” وجدت نفسي وجهاً لوجه مع كاريكاتير العدد المنشور في صفحة كاملة، وكان الكاريكاتير للفنان عادل حاجب، ولقد تبيّنت حينها المعنى الخاص الذي تداولناه أنا والأستاذ الحاجب قبل سنوات خلت.. نحن الآن أمام فنان حقيقي امتلك ناصية التقنية، وتمرّس على الدربة، وأبحر في فضاء مفتوح لفن عصي. المحطة الثالثة كانت قبل أيام عندما سعدت بزورة للفنان، وطلب مني تقديم كتابه الجديد الذي سينتظم ضمن إطار مصفوفة واسعة من إنتاجه الفني الكاريكاتيري.. وبمجرد اطّلاعي على أعماله الجديدة القديمة توقّفت أمام العناصر الأساسية التي تحدد مسارات الفنان، وأراها بمثابة نقاط ارتكاز للبُعدين التجريبي والتجديدي، مما سنتقرّاه سويّة وتباعاً. التناغم اللوني يتهادى مع قدر كبير من التنويع الغنائي البصري الذي كان ومازال يُمثل سمة أساسية عند الفنان عادل حاجب. الخصوصية النمطية لشخوصه المبتكرة امتلكت ملمحها المميز، وهي لازمة لا مفر منها في فن الكاريكاتير الذي يعكس لدى المشاهد والمتابع أسلوبية الفنان, لكن هذه الخصائص النمطية تتقلّب في مراجل التنويع الواسع للرسوم المواكبة للإصدارات المتعددة، مما يثقل أحياناً على النمط المحدد للشخص المحدد، ولكن دون التقليل من الفرادة المميزة لجملة الشخوص الظاهرة في متن التصوير.. وللحديث صلة.