عطفاً على حديث الأمس نواصل التجوال مع كاريكاتيرات الفنان اليمني المهاجر عادل حاجب، ونلاحظ المعطيات التالية: التناغم اللوني يتهادى مع قدر كبير من التنويع الغنائي البصري الذي كان ومازال يُمثل سمة أساسية عند الفنان عادل حاجب. الخصوصية النمطية لشخوصه المبتكرة امتلكت ملمحها المميز، وهي لازمة لا مفر منها في فن الكاريكاتير الذي يعكس لدى المشاهد والمتابع أسلوبية الفنان. لكن هذه الخصائص النمطية تتقلّب في مراجل التنويع الواسع للرسوم المواكبة للإصدارات المتعددة، مما يثقل أحياناً على النمط المحدد للشخص المحدد، ولكن دون التقليل من الفرادة المميزة لجملة الشخوص الظاهرة في متن التصوير. جُل أعمال الفنان تتّسم بقدر واضح من الاحتشاد، غير أن بعضاً منها تحرر من الاحتشاد، وفتح فراغات تسمح بإظهار متميز لشخوصه، الأمر الذي افترض أنه سينفسح على فضاءات البساطة التعبيرية الموحية، مما سنراه في مُقبل الأيام. يحسن الفنان استخدام الخطوط الموازية للتعبيرات المُتّصلة بالعوالم الداخلية لشخوصه.. أي أنه يتعاطى مع تدرجات الظلال بأساليب متنوعة.. فمن الخلفيات الداكنة، إلى الخطوط المتوازية، وصولاً إلى المساحات البيضاء الفارغة، وتلك الموشاة بنمنمات متعرجة على درب الخطوط، مما يفتح الباب لمناورات تعبيرية متعددة. وعلى نفس المنوال سنجد أن التكوين يتعدد من خلال التأطير الشامل أو الجزئي، وحتى الخروج من الإطار بطريقة تصل وتفصل بين العناصر، ولكن بحرفية فنيّة حميدة تعزز المشهد ولا تضره. [email protected]