قلنا غير مرة: أن الخلافات والمشكلات لا تُحل بالعنتريات الكلامية وبالتصريحات النارية التي تطلق عبر وسائل الإعلام المختلفة لكنها تُحل بالبحث عن القواسم المشتركة والمصالح المشتركة ومن خلال الحقيقة وحدها وأحسب ان الحقيقة صارت واضحة وطريق الحلول واضحة أيضاً .. القضايا العالقة وكل الخلافات السياسية لا يمكن حلها بالبذاءات ولا بأية صورة من صور الفوضى التي يمارسها بعض الأطراف ويهدد بالمزيد ولو ضميناً . الفوضى سوف تقود إلى فوضى أخرى أشد وأكبر ولا أحد يضمن ردود الافعال ومستوياتها تجاه كل فعل من جنس الفوضى والتحريض عليها .. الحلول التي غابت أو فشلت على طاولة الحوار والتي رفضت ان تدخل إلى قاعات الحوار لن تحضر من بوابة البذاءات وشارع الفوضى ولن تثمر على أشجار الوقاحات والعنتريات السخيفة.. ان السلوكيات القائمة والآتية من ارث ظلامي ومن ثقافة تؤمن بالاستبداد والعبودية والاستغلال المادي الحقير لظروف الناس والذي يتعاطى مع الناس على انهم عبيد مال وعبيد أصحاب المال. هذه السلوكيات التي لم تستطع التحالفات والسياسات المشتركة ان تغطي على حقيقتها أبت إلا أن تنضح بما في نفوس أصحابها وهؤلاء على استعداد مطلق لتجاوز كل الحقائق والعمل ضد مصالح البلد والناس والسير في سبل الضلال التي تؤدي وفق مفاهيم العنتريات إلى فرض الآراء والمواقف والرؤى على الجميع وهو ما اثبتت الأيام فشله هنا وهناك ولم تنجح السوقيات ولن تنجح في تشكيل رؤية سياسية صادقة وحقيقية لمعالجة مشكلة واحدة من المشاكل .. الأقوال والأفعال الغوغائية هي سبب كل فشل ومقدمة كل كارثة ونهايتها لن تكون محمودة على الاطلاق ولهذا نقول ونحذر الناس من الالتفات لهكذا أصوات وأفعال وعلينا جميعاً ان ندرك جيداً ان كل هذا النعيق والنعيب لاطائل من ورائهما ولاهدف يُرتجى منهما سوى لفت الأنظار والاسماع نحو الأصوات ظناً من أصحابها ان للمجد بوابة تبدأ بهكذا أصوات وتصرفات.. نعلم جيداً من هم الناعقون وأصحاب العنتريات الكلامية ونعلم تاريخهم وتصرفاتهم وأنماط حياتهم ونعلم ماوراء تلك السلوكيات وأحسب ان عليهم ان يكفوا عن احتقارهم لعقول الناس والتمثيل عليهم وتضليلهم من خلال ارتداء ملابس الطهر والنقاء وعباءات الوطنية الباهتة الألوان .. الغارقون في أوحال الخطايا والخطيئات لا ينبغي ان يظهروا علينا بملابس الزهد والتقوى والإنسانية . لم يبق سوى العهرٍ السياسي ليمارسوه وهاهم يفعلون ذلك جهاراً نهاراً على سطور الصحف وعلى الشاشات وفي المقايل والمجالس والمؤتمرات وهم يظنون ظن السوء ان الناس لا يدركون شيئاً مما يفعلون وبذلك وقعوا في شر أعمالهم وفقدوا ما تبقى من مؤيدين ومناصرين ومع الأيام سيصل بهم الحال إلى الإفلاس التام من الاتباع لأن هؤلاء – الاتباع – يتوقون للحرية ويرجون الخلاص من عقليات الاستبداد والطغيان وهي عديدة وكثيرة ليس آخرها والطغيان المادي والرأسمالي الذي لا يوظف بل يأمر ويستبد الناس بالانصياع لتوجهاته وأهدافه وان جاءت تلك التوجهات والأهداف من باب العهر السياسي هذه المرة وفي غيرها من المرات .. لا مجال للحديث عن استبداد الانتخابات وخطأ إجرائها إلا في قواميس الضلالة التي يأمل أصحابها أن يصل البلد إلى دائرة الفراغ والصراع والفوضى.