بداية نوضح أن بدايات تنظيم القاعدة كانت في أرض أفغانستان إثر سقوطها بيد المجاهدين في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات حيث استغل بعض من كان يطلق عليهم قادة المجاهدين في الحرب التي كانت،ضد الاتحاد السوفيتي وضد الحكومة الوطنية التي كانت هناك في عهد “نجيب الله” المدعومة من موسكو..استغل هؤلاء القادة شباب المسلمين..وحُب هؤلاء الشباب لدينهم واستعدادهم للتضحية من أجل هذا الدين، فعندما انتهت هذه الحرب انقطع الدعم المادي والعسكري لهذه القيادات المجاهدة ..فبانتهاء الحرب،يعني السلام لأفغانستان وتوقف حملات التبرعات التي عمت العالم الإسلامي..فكان لابد لهؤلاء القادة من إيجاد شعار جديد وبديل للحرب هناك فأوجدوا فكرة أن العالم العربي والإسلامي لا يحكمه المسلمون وأن القيادات التي تحكم هذا العالم يجب أن تكون من المجاهدين وأن على شباب الإسلام تحرير أوطانهم الأصلية..وبخاصة العرب من الحكام الحاليين وفي سبيل هذا الهدف يجب الإيمان المطلق بمقولة«ميكافيلي»«الغاية تبرر الوسيلة» وهو ما يعني تبرير الأعمال الإرهابية والإجرامية التي دائماً ما يكون ضحيتها العامة من أبناء الإسلام. وكان من ضمن هؤلاء العائدين من أهل اليمن وشبابها عائدون بأفكار التكفير والتفجير والاغتيالات،حيث كفروا الأحزاب ومنظومة العمل السياسي بمختلف أحزابه وتكويناته ..وأيضاً تكفير العمل الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، وحق الاختيار عبر صناديق الاقتراع، ومشاركة المرأة في العملية السياسية و التنموية وانتهى بهم الحال إلى تكفير الوحدة وأصبحوا يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً..استغلوا حلقات الذكر في المساجد وحاولوا التغرير بكثير من الشباب والمراهقين، والعاطلين عن العمل واستغلوا قسوة الظروف المعيشية للبعض ووعدوهم بالفردوس والجنان على أشلاء البسطاء والعامة الذين يقتلون بأيدي هؤلاء المتربصين باليمن وشعبه، استغلوا المدارس ومازالوا يحاولون التغلغل في المجال التعليمي والتربوي ونشر ثقافة الجريمة والعنف وتحوير تاريخ الإسلام وسنة الرسول «صلى الله عليه وسلم» والقرآن ومعانيه لما يخدم مخططاتهم ويسهل عليهم ارتكاب المجازر والجرائم بحق المسلمين هنا أو في بلد عربي أو إسلامي وتشويه تاريخ الإسلام من خلال جعل غير المسلمين ينظرون إلى الإسلام وماضيه الجميل من خلال هذه الجرائم ومن خلال هذه الأعمال الإرهابية التي يقترفونها باسم الإسلام، وطبعاً انتشروا في مناطق كثيرة وخاصة المناطق التي لا يوجد فيها تعليم كافٍ،بحيث يستغلون جهل الناس وعدم معرفتهم بحقيقة الإسلام ودعوته إلى كل معاني المحبة والألفة والتعاون والتسامح ومنح الحرية للناس ودعوته للعلم وتوحيد الصفوف وتحريم سفك دماء الناس وبخاصة دم المسلم..فدم المسلم على المسلم حرام كما في الحديث الشريف وأيضاً« لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من قتل امرىء مسلم» ويقول الله تعالى{ولا تقتلوا النفس التي حرم الله}..تنظيم القاعدة ينشط في المناطق القبلية حيث تكثر الولاءات القبلية ، والعشائرية.. ما يسهل للمنظرين للقاعدة العمل تحت يافطة “السلف الصالح”.. وإقامة دولة الإسلام ، وفي أعماق أعماقهم يؤمنون أن دولة الإسلام ليست بالمعنى الذي يحاولون زرعه في عقول الناس.. فما يقولونه هم إنما لخدمة أهداف شخصية وأهداف إجرامية لصالح قوى خارجية تعبث وتلعب بهم كما تشاء.. ومثلما سخّرت أمريكا المجاهدين في حرب أفغانستان لضرب الاتحاد السوفيتي.. فهناك من يسعى الآن عبر تنظيم القاعدة لضرب أية مؤشرات لإمكانية تحقيق وحدة الأمة العربية والإسلامية أو لإمكانية الاستفادة الحقيقية من الثروات النفطية والغازية لصالح تنمية البلدان العربية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.. وهنا يتضح لكل ذي عقل أهداف تنظيم القاعدة في اليمن.. فمن أهم هذه الأهداف: زعزعة الأمن والاستقرار بالاعتداءات والتفجيرات التي تتم هنا أو هناك. دعم القوى المعادية للوحدة اليمنية. من خلال دعم بعض تيارات الحراك. وتحويل كل فعاليات الحراك لصالح تنظيم القاعدة. من خلال التعاون الإجرامي المسلح وقتل الأبرياء مناطقياً حسب الهوية، وهو ما يحدث في بعض المناطق،لذلك فإن على الدولة اليمنية بمختلف تكويناتها السياسية والعسكرية والأمنية والتعليمية مواجهة تنظيم القاعدة بمختلف السبل ..من حيث الاهتمام بقطاع التعليم وتركيز السيطرة على التعليم الديني«مدارس تحفيظ القرآن» وكذلك تشديد الأحكام التي تصدر ضد أعضاء تنظيم القاعدة ..وعدم التساهل مع أولئك الذين يعلنون توبتهم ومن ثم يعودون للجريمة وللإرهاب..الاهتمام بالطلاب وإيجاد فرص عمل للعاطلين..الرقابة الدائمة والمستمرة للمشتَبهَين بهم في علاقاتهم بتنظيم القاعدة تمويلاً وفكراً.. الحرص على تنوير الناس بحقيقة هذا التنظيم وأهدافه وخطره على اليمن وعلى مستقبل اليمن وعن مخططاته في تحويل اليمن إلى “تورا بورا” أخرى أو أفغانستان ثانية ..أيضاً هناك واجب على المعارضة وعلى منظمات المجتمع المدني في كل اليمن بالتنوير، والعمل على كشف هذا التنظيم.وعلى أن يحاكم هؤلاء بموجب التشريع الإسلامي..مصدلقاً لقول الله تعالى «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف» ومن خلال تعاون الجميع سوف نطهر بلادنا ووطننا من كل المجرمين في تنظيم القاعدة وكل من يروج لهم ولأفكارهم الظلامية من على منابر المساجد وغيرها..نسأل الله أن يحفظ وطننا وشعبنا من كل مكروه إنه القادر على كل شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله.