يقرر علم النفس أن الإنسان حيوان صبور , يشبه أخاه الحيوان الحمار، وشقيقه البغل، وابن عمه الجمل, وأن هذا الإنسان أو هذه الحيوانات لديها قدرة على التحمل ,وتتصف بالصبر الطويل.. ولُقِّب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية ب (الحمار) لكثرة صبره وتحمله المكاره , وعدم تسرعه برد الفعل.. وإذ يقرر علم النفس هذا الواقع ,فإنه يذهب إلى أن الإنسان وإخوانه من الحيوانات وهم يتصفون بالصبر ,فإن هذا لا يعني أنهم لايحقدون وليست لهم مشاعر.. فقط هذه المشاعر الحاقدة تنمو وتكبر يوماً بعد يوم ,ثم بعد ذلك يستحيل هذا الحيوان المسالم الوديع إلى أسد هصور وحيوان شرس متخلف ,حاقد , مدبر, سفيه , يستخدم كل قوته بكل همجية, وحيوانية وبهيمية... الخ من الشتائم ضد الحيوانية..! هناك علم اسمه فن القيادة, أو فن الإدارة, ويتمثل هذا الفن في إدراك السلوك الحيواني، وخاصة البشري، وهذا حد علم النفس، أو هذا تعريفه, ينبغي أن يطلع المطلعون ويفقه العاقلون هذا السلوك ويبادروا إلى التفهم الكامل لما خلق الله من بشر أو حيوان على وجه العموم, فالحيوان الجمل, رغم صبره على المفاوز البعيدة والحمولات الشاقة, إذا لم يلق تفهماً من صاحبه, فإنه قد ضرب به المثل في الحقد فيقول المثل العربي: «أحقد من جمل», وعلى صغار الحكماء أن يحيطوا أولاً بأول كبارهم بحالات الناس ووصفها وصفاً دقيقاً لإعطاء الحلول. مما يتضح ومن خلال واقع التجربة أن صغار الحكماء هم الذين يضللون كبار الحكماء , فلا يقفونهم على أوضاع الخلق وإنما أحياناً يضيفون إلى العقد أخرى وإلى الأزمة أزمة، ومن هنا وجب على الحكماء الكبار أن لايركنوا إلى الذين ظلموا فتمسهم النار.