من منطلق الحرص الكبير على المصلحة العليا للوطن والشعب أتت مبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – التي وردت في كلمته التي ألقاها في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى أمس الأربعاء والتي تعد بحق مبادرة العقل والحكمة، فالأخ الرئيس وضع النقاط على الحروف في هذه المبادرة الوطنية والهامة والتي اشتملت على كافة مطالب قيادات أحزاب اللقاء المشترك والمتمثلة بتجميد التعديلات الدستورية حتى يتم التوافق عليها وفتح السجل الانتخابي لتسجيل من بلغوا السن القانونية لتشكيل حكومة وحدة وطنية ومواصلة الحوار عبر اللجنة الرباعية المشكلة سابقاً من (عبدربه منصور، عبدالكريم الإرياني، عبدالوهاب الآنسي وياسين سعيد نعمان).. ولم تقتصر مبادرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية على الجوانب السياسية وحسب بل تضمنت عدداً من الإجراءات الهادفة لمكافحة الفقر والبطالة، حيث وجه الحكومة بإنشاء صندوق لدعم الشباب خريجي الجامعات بما يكفل إيجاد فرص عمل لهم وبحيث يتم استيعاب نسبة 25% منهم هذا العام وكذا توفير مليون فرصة عمل خلال الفترة من 2011 – 2015م وصرف الإعانة المالية من صندوق الرعاية الاجتماعية لعدد خمسمائة ألف حالة التي تم حصرها وذلك ابتداءً من الشهر الجاري.. وكان فخامة الأخ الرئيس قد وجه الحكومة الاثنين الماضي بإعفاء الطلاب والطالبات الملتحقين بالجامعات الحكومية ما تبقى من رسوم التعليم الموازي للعام الدراسي الحالي 2010 - 2011م وتكليف المجلس الأعلى للجامعات بإعادة النظر في رسوم التعليم الموازي في الجامعات والكليات الحكومية.. فخامة الأخ الرئيس أكد في كلمته أمام الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى أنه لا يوجد تمديد ولا تأبيد ولا توريث لمنصب رئيس الجمهورية وأنه ملتزم بما ورد في برنامجه الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة جماهير الشعب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر 2006م والذي أكد على تحديد فترة رئيس الجمهورية بخمس سنوات ولدورتين انتخابيتين غير قابلة للتجديد، وقال فخامته: الحديث عن التأبيد والتوريث أسطوانة مشروخة، وكان فخامة الرئيس في كلمته التي ألقاها في المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن المنعقد في ال23 من يناير الماضي قد قال : نحن مع التغيير وضد التوريث.. مشيراً إلى أن النظام في اليمن هو نظام جمهوري ديمقراطي غير وراثي ولا هو مشيخات أو سلاطيني أو إمامي، مؤكداً أن النظام الجمهوري الديمقراطي دفع من أجله ثمناً باهظاً ونهراً من الدماء.. الكرة الآن في ملعب أحزاب اللقاء المشترك التي نثق كل الثقة أن بين قياداتها حكماء سوف يستجيبون لصوت العقل والمنطق والحكمة وسيغلّبون مصلحة الوطن والشعب على المصالح الحزبية والشخصية امتثالاً لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) صدق الله العظيم ذلك ما نرجو وما ينتظره الشعب اليمني.