من يتابع وضع المواطن اليمني يدرك أن الكثير من أبناء هذا الشعب الذي نفتخر بانتمائنا له يفتقرون إلى أدنى أساسيات التعامل والذوق العام مع جميع من حولهم، فعندما تأتي إلى أبسط مفردات الذوق العام تجدها غائبة عن الكثيرين ، وخاصة من الأميين وأشباه المتعلمين. فكم يعاني الجميع من بعض التصرفات (الطرشاء) التي يصنعها أعداء الذوق العام، وأذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر، لأن الحصر يحتاج له الكثير والكثير : - كم نعاني من رجلٍ رمى بقشرة موز إلى الشارع ، متجاهلاً أنه بفعلته تلك قد يؤدي إلى فقدان أحد الناس لحياته ، بسبب مروره خلف (أبو الذوووق) الذي رمى بالقشرة ، فلا تسمع بعدها إلا (الصياح) ونداءات الاستغاثة ، والله أعلم بالنتيجة، ولا سامح الله من كان السبب!. - كم نعاني من (أبو الذوووق) حينما يقف بسيارته في وسط الطريق ، قد ربما ينادي فلان ، أو يتكلم بالهاتف ، أو ينتظر زوجته التي نزلت إلى أحد المحلات، أو حتى أن البعض يقف كي يتفرج على المارين والمارات من أمامه ، ويتفكر في خلق الله وإبداعات صنعه وجمال خلقه، و(يطنن) ساعة ويسرح في الأحلام، ثم يستيقظ من أحلامه على وقع أصوات (منبهات) عشرات السيارات التي يكاد أصحابها ينفجرون من الغيظ ، وتكاد عقولهم يصيبها (مس) والعياذ بالله ، والرجل يخرج بكل هدوء من نافذة السيارة... «هيا لحظة والا عايشلونا الجن». - كم نعاني من (أبو الذوووق) حينما يمر بجانبك مسرعاً بسيارته ، وربما تكون الأرض تفيض بماء (المجاري) ، فيأتي (الخبير) ودون أي مراعاة لمشاعر الناس ودون أي حرص على الذوق العام وبعجلات سيارته المسرعة يملأ ثوبك بكل القاذورات التي لا تقل قذارة عن أسلوب ذلك الرجل في التعامل معك ، وقبل ذلك في التعامل مع الشارع الذي يجب أن يكون له أحكام ! - كم نعاني من أبو (الذووووق) حينما يأتي ويركن سيارته خلف سيارتك بالضبط ولا يدع لك مجالاً للخروج، رغم أنه قد يكون هناك موقف آخر ليركن سيارته هناك ، ولكن لأن الذوق غائب عن أذهان الكثيرين لا يأتي على باله هذا الموضوع ، ولا يذهب إلى خياله أنه ربما يخرج صاحب تلك السيارة في أمر هام ، أو مرض أو أمر طارىء ، وحتى لو كان الأمر طبيعياً ، فلماذا ينتظر وقد عمل بالنظام والقانون ، بينما (الداعس) على النظام و(الذوق) يسرح ويمرح من دون أن يعير خلق الله كلهم أي اهتمام!. - كم نعاني من (أبو الذوووق) وهو يسوق (دباب) ، وعندما يصيح أحد الركاب للمرة التاسعة والعشرين (على جنب يا سوااااق) يلتفت اليه صاحبنا وعينيه تفيض بالغضب الذي (يصرع) بلاد (ومالك بتتنفخ يا ولد.. للمه ما تتحاكي من أول) ويحاسب الرجل على عجل، ثم (يشخط) بباصه المتهالك وكأنه راكب (طائرة) خصوصي !! ، ويرفع صوت (الراديو) على وقع ما يطلبه (المستمعون) وأغنية (دلا دلا) الذي يستبدلها بأغنية (دُق القاع دُقه) ، ولا يسمع ما يطلبه (الراكبون) إلا بعد طلوع الروح. - كم نعاني من (أبو الذوووق) وهو يجلس على قارعة الطريق (يحانب) خلق الله ، ويتغزل بأجساد النساء المارات في الشارع، وفجأة تراه يمسح على الجدار بقايا (الشمَّة) التي لا يقبل الجدار أن تُمسح عليه ، فكيف قَبِلَ فمه بأن يمضغها طوال فترة من الوقت ، وربما طوال عمر ذلك (الذويق). - كم نعاني من (أبو الذوووق) وهو يدخل إلى الصلاة في المسجد، فتراه يتكلم مع هذا ، ويتناقش مع هذا في أمور قد تكون تتعلق بفيلم (جاكي شان) أو مسرحية (عادل إمام) أو مباراة (برشلونة) أو ما سواه من الأمور ، ويخرج عن إطار العبادة التي يؤديها، متناسياً أنه يقف آنذاك بين يدي الخالق عز وجل، والغريب أنه إذا سمع أحد الأطفال يتكلم ، تثور عنده النخوة العربية والإسلامية ، فيصيح :«يا خلق الله هذا مسجد .. مش هو لعبة ، كل واحد يجيب ابنه معاه عشان زوجته ترقد بالبيت..حرام عليكم»، فكل الحرام عليك يا أبو....الوساخة. - كم نعاني من (أبو الذوووق) وهو يصر على أن ما يفعله هو أصل الذوق حينما تأتي لتكلمه في الموضوع وتنصحه بكل حب وأدب، ويقول لك : يا حبيبي ، أنا أول من يفهم بالذوق ، أنتم كلكم ما تفهموا بالذوق ولا عندكم أي ذوق ، حينها لا يمكن إلا أن تقول (سارق ومبهرر) وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت !!. همسة : فكرة أن يكون هناك منتج صناعي اسمه (أبو الذوووق) يتحول كل عديم ذوق بعد استعماله إلى (ذواق) مع مرتبة الشرف سيضرب السوق ويحقق مبيعات هائلة وخاصة في اليمن، و(أبو الذوووق). [email protected]