تعلن وزارة الداخلية بين الوقت والآخر عن ضبط الآلاف من قطع السلاح المتنقلة بين أيدي المواطنين.. ضبط هذه الأسلحة يتم عادة إما على مداخل المدن حيث «النقاط» أو في شوارع المدينة.. من يتأمل في طريقة الحملات التفتيشية سيندهش لكل هذه القطع المعلن عنها، لأن طريقة التفتيش تبدو تقليدية وتكتفي بالنظرة إلى الوجوه مصحوبة بالسؤال هل معاك سلاح..؟ وغالباً فإن الجواب هو النفي، حتى لو كان السلاح في مكان قريب من سنتميترات السؤال والجواب..! الذين يستوقفون السيارات عادة للسؤال عن السلاح «محكومين» بأن أي تأخير في التفتيش سيترتب عليه إعاقة حركة سير ترفع الضغط.. ومن الواضح أن المفتشين عن السلاح يعتمدون إما على نباهتهم وإما على حالة السرحان التي قد يقع فيها حاملو السلاح وهم يتجاوزون نقطة تفتيش هنا أو هناك.. وحيث وحملات مصادرة السلاح في المدن ومداخلها من قبل هواة التمنطق بالنار تفضي إلى ضبط كل هذه الأعداد من الأسلحة، فإن الأمر يشير إلى الحاجة لوجود أجهزة تكشف قطعة السلاح حتى لو كانت متوارية في مكان قصي في السيارة.. هذه الحماسة تجاه السلاح تنطلق من إدراك بأن الأسلحة في بلادنا هي وراء كل المصائب.. ضحايا الأراضي والعصابات وجرائم الاعتداء والقتل وحتى أشكال قطع الطريق وإرهاب المواطنين المسافرين بين بعض المحافظات فضلاً عن أن السلاح شجع البعض على الخروج على الدولة بصورة سافرة.. حدث هذا في صعدة وفي مناطق في المحافظات الجنوبية.. غير أن السؤال القديم المتجدد: أين هو القانون الذي ينظم حيازة السلاح، ولماذا تحوّل السلاح عندنا إلى ما يشبه البقرة المقدسة عند الهنود..؟