يُحكى أن يوليوس قيصر حاكم روما القوي كان يجلس يوماً وعلى حجره يجلس طفل صغير.. وقد حدث أن تبول الطفل على ثياب والده القيصر وعندما أراد رجال القيصر وأعوانه إبعاد الطفل عنه قال لهم: دعوه فإنه يحكم العالم.. وعندما أبدى رجال القيصر دهشتهم قال لهم: نعم فهو يحكم أمه.. وأمه تحكمني.. وأنا أحكم العالم. إن صحّت هذه الحكاية فإنها تعتبر رصداً مبكراً لمحاولة النساء أو السيدات الأُوَلْ، لعب أدواراً على الصعد الوطنية والعالمية.. قبل أن نعرف بعد ذلك أن ظاهرة السيدة الأولى على المستوى العالمي يمكن إرجاعها إلى القمة الأولى للتقدم الاقتصادي للنساء في المناطق الريفية الذي استضافته مدينة جنيف السويسرية في العام 1992م .. بمبادرة من ست سيدات يحملن لقب السيدة الأولى.. وكانت سوزان مبارك إحداهن.. ولعل تلك القمة هي المحاولة الأولى التي تحاول فيها النساء الأُوَلْ لعب دور سياسي على الصعيد الدولي. وقد استقطبت ظاهرة السيدة الأولى الاهتمام العالمي في مؤتمر بكين الصينية عام 1995م ,حيث التقت العديد من السيدات الأول في سياق ذلك الحدث العالمي، وكانت هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق ووزيرة الخارجية الأمريكية الحالية أكثر بروزاً بين هؤلاء النساء. ومع شديد الأسف، فإن هناك أسماء كثيرة لزوجات رؤساء ارتبطت أسماؤهن بقصص وحكايات الفساد الذي كان يحيط بهن، فمن اميلدا ماركوس زوجة الرئيس الفلبيني الأسبق التي كانت تعشق شراء الأحذية بمبالغ تكفي لإعالة شعب جائع، إلى فرح ديبا زوجة شاه إيران.. إلى ايلينا زوجة الرئيس تشاو شيسكو الرئيس الروماني التي فضلت الموت مع زوجها المقتول.. حتى إيفا بيرون زوجة الرئيس الأرجنتيني الأسبق التي أدارت الكثير من المشروعات الخيرية لتكسب قلوب الفقراء الذين أطلقوا عليها لقب القديسة (آنا) ليثبت بعد سقوط زوجها في العام 55م أنها كانت تختلس الملايين من أموال تلك المشروعات الخيرية التي تشرف عليها. أما ظاهرة السيدة الأولى على مستوى الوطن العربي فربما بدأت بالفعل باسم السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس المصري الأسبق التي كانت لها الكلمة الأولى في تعيين الوزراء أو إقالتهم، وتعيين رؤساء تحرير الصحف ومجالس الإدارات، والكثير من القرارات السياسية السيادية.. ورحم الله السيدة (تحية) زوجة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي نأت بنفسها وأسرتها عن عالم السلطة المخملية ووسائد الحرير، واختارت أن تكون مجرد امرأة عادية تنتمي للبسطاء من أبناء الشعب.. وبعد كشف الفساد الذي كان يحيط بعائلة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي السابق.. أثيرت العديد من الأسئلة حول الدور الذي تلعبه هؤلاء السيدات.. وهو الدور الذي لايقوم على أي أسس قانونية أو دستورية تمنح هؤلاء السيدات سلطات مكتسبة عبر الزواج من رؤوس السلطة. أما السيدة سوزان مبارك، فقد أدارت الكثير من المشروعات الخيرية العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، مثل الهلال الأحمر، وجمعية الرعاية المتكاملة، واللجنة القومية للمرأة.. وسواها من المؤسسات والمنظمات التي تتضمن العديد من أمثلة الفساد التي راكمت ثروة طائلة كُشفَ عنها بعد انهيار النظام وتنحي زوجها من سدة الحكم. استطيع أن ازوّر مشاعري وأتعاطف مع هؤلاء السيدات وأنا أقرأ وأسمع بخروجهن من دائرة الأضواء والدخول في عزلة ووحدة مريرة.. ولم يعد أحد يسمع أوامرهن ولا يجاملهن حتى بأبسط ألقاب التبجيل والتفخيم؟! لم يُعد هناك كاميرات.. ولا مذيعو نشرات أخبار.. ولا حفلات أو مفاجآت سارة أو أخبار مفرحة. ضاقت الدنيا.. وصرن كموجات تائهة بلا أصدقاء أو صديقات في بحر بعيد. أستطيع أن أتعاطف بعد تلك المآلات السيئة.. لكني لن أفعل..!! اس . إم . إس الوطني الصلب , والتقي الزاهد الشيخ صادق الضباب وأنت تحتفل بالمولد النبوي الشريف وسط أبناء قريتك، إنما تقتفي خطوات آبائك وأجدادك.. وتلقي حجراً بل أحجاراً في وجوه أولئك الذين يريدون طمس معالم مناسبات وتقاليد دينية ساكنة في الأفئدة منذ الأزل.. عليك برداً وسلاماً أيها الشيخ وأنت تشترك مع أبناء منطقتك في السراء والضراء وتسعى إلى نجدتهم في الملمات والمحن.