- لن نترك الوطن غنيمة للفاسدين والمفسدين، لن نتركه للعابثين، فالوطن ملاذنا وغالٍ على كل غيور ومخلص وشريف، جاءت توجيهات فخامة الأخ علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية بفتح ملف الفاسدين وإحالتهم إلى النيابة ضرورة موضوعية للإصلاح، وتقويم الاعوجاج في اقتصادنا الوطني وفي المجالات الوظيفية والإدارية والتي أجزم أنها حجر الزاوية في أي إصلاح حقيقي للاقتصاد الوطني. - إن إحداث إصلاحات جذرية في مختلف المجالات الوظيفية والإدارية غدا اليوم ضرورة ملحة لاستكمال حلقات الإصلاح الاقتصادي والمالي التي يرعاها فخامة رئيس الجمهورية وحكومة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور, فوزارة الخدمة المدنية والتأمينات ومكاتبها في المحافظات بحاجة لإعداد مشاريع لإحداث إصلاحات جذرية في المجالات الإدارية والوظيفية تتمثل في تقييم أوضاع المؤسسات العامة والمختلطة والتنقلات الإدارية والانتداب, وإعادة تأهيل نظم المعلومات والحاسب الآلي والذي من خلاله يتم تحليل وتخطيط القوى العاملة مما يسهل إعادة توزيعها على مرافق الدولة. - الإصلاح الحقيقي في الجانب الإداري لن يتأتى إلا من خلال إصلاح الخدمة المدنية وإعادة تأهيل فروعها في المحافظات بكوادر وقيادات نظيفة قادرة على استيعاب المرحلة وخصوصياتها وإيجاد مخارج حقيقية لتوظيف الشباب من خريجي الجامعات الذين يرون أن التوظيف لايزال يشوبه الكثير من الإخفاقات، والفساد سببه بعض القيادات الإدارية التي آن الأوان أن تُحاسب وتُردع والتي تمادت في ذلك لغياب الإشراف من الوزارة على فروعها في المحافظات وانحسار المساءلة والمحاسبة. - بعض المحافظات بحاجة إلى إعادة توزيع القوى العاملة من موظفين وموظفات لايزالون حتى الساعة مجرد أسماء وأرقام بحوافظ الدوام الرسمي في مرافقهم، متفرغين لمصالحهم الخاصة، ومتندرين بزملائهم الملتزمين بأداء مهامهم, وعند الراتب يكونون في مقدمة الصفوف لاستلامه، ولم يزل هكذا مسلكهم في كثير من المكاتب الحكومية. - لهؤلاء وغيرهم نقول إن الوطن اليوم بحاجة إلى سواعدكم، ولكل حبة عرق في جباهكم السمراء، فالشعوب التي شهدت نهوضاً تنموياً وتطوراً لم تنل ذلك إلا بتقديسها العمل والإخلاص له، ولن يتأتى ذلك بالأماني ولكن بتنفيذ مبدأ الثواب والعقاب على بعض القيادات المسئولة عن الخدمة المدنية, تلك القيادات المترهلة والمثخنة بالفساد. - فرئيس الجمهورية يقود اليوم حملته ضد الفساد والمفسدين, وستطال هذه الحملة كل فاسد تورط في فساد أفضى إلى الإضرار بمصالح الوطن وسمعته, فالوطن أغلى وأبقى. والله من وراء القصد [email protected]