رويداً رويدا بدأت تدب الحياة في جميع مفاصل مدارسنا بعد تكاتف وتعاون الجميع من قيادات تربوية وتعليمية، وإدارات مدرسية، ولجان نقابية ومجالس الآباء والأمهات بالمدارس، وفعاليات المجتمع المدني، والمؤسسات الداعمة لقطاع التعليم التي أسهمت إسهاماً فاعلاً في دعم استقرار سير العملية التعليمية في مختلف مدارس التعليم الثانوي والأساسي. لقد كثرت استغاثة الصفوة والنخب الثقافية والتعليمية والإعلامية بضرورة عودة طلابنا إلى مقاعد الدراسة وإبعادهم عن حلقات الصراع السياسي كون هؤلاء التلاميذ والطلاب بحاجة إلى التعليم باعتباره قيمة إنسانية أولاً وأخيراً وأن الزج بهم في الصراع السياسي سيؤدي إلى تأثيرات سلوكية في تصرفاتهم وأفكارهم مستقبلاً، ومعظمهم لا يعون ولا يدركون ما يدور في البلاد ويرددون ما يقوله الكبار أو ما يملى عليهم بوعي أو بدونه. أن التعليم في بلادنا بحاجة ماسة إلى إعادة تقييمه وإصلاحه وبحاجة إلى إصلاحات جذرية إدارية وإشرافية وفنية وإعادة النظر في المنهاج الدراسي الذي يثير الغثيان والقرف لدى التلاميذ والطلاب والذي يعد سبباً من أسباب تعثر الدراسة في مدارسنا الأساسية والثانوية اليوم وذلك بسبب كثافة هذا المنهاج للصفوف الدراسية الأساسية والثانوية وحشو المعلومات وتكرارها بصورة فجة في بعض المراحل الدراسية الأساسية والثانوية وخواء بعض المدرسين والمدرسات وضعف إمكانياتهم ومواهبهم التي تؤهلهم إلى تقديم ونقل هذه المناهج والمعلومات بالأساليب المبتكرة والمتنوعة والجذابة إلى فكر ووجدان وعقول الطلاب. إن تعثر الدراسة خلال الفترة الماضية يجب أن نستلهم منه العبر، ونستفيد من بعض الأخطاء القاتلة التي أثرت بصورة مباشرة على سير العملية التربوية والتعليمية في مختلف المحافظات، فمطالب الشباب والطلاب بدأت مطالب حقوقية وضرورية، تتعلق بتوفير حمامات أو كراسٍ وطاولات وشكوى من صعوبة المواد الدراسية وتحديداً مواد الرياضيات والفيزياء واللغة الانجليزية ونتائج الاختبارات الفصلية وهي مطالب في تقديري مشروعه ويجب أن تعمل التربية والتعليم على تلبيتها وتحقيقها دون تسويف أو مماطلة، ومحاسبة ومحاربة كل بؤر الفساد في التربية والتعليم التي أنشأت مدارس حديثة بملايين الريالات دون أن تتوفر فيها(حمامات) أو التي استغلت بناء تلك المنشآت التربوية والتعليمية لتحقيق مصالح مادية دون أدنى اعتبار لقداسة العملية التربوية والتعليمية أو لتلك القيادات التربوية والتعليمية التي ترأس وتدير مدارس وساهمت بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تعثر سير الدراسة في مدارسها ولم تقم بمهامها في تلبية المتطلبات الضرورية لطلابها وطالباتها. إن إصلاح منظومة التربية والتعليم ضرورة ملحة وما شهدته مدارسنا خلال الفترة الماضية لم يكن ناتجاً عن الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا اليوم فحسب، بل نتيجة أيضاً لتراكمات ثقيلة أثخنت التعليم في بلادنا، فهل نحن من أجل إصلاح التربية والتعليم في بلادنا بحاجة إلى تشكيل مجالس تربوية في المحافظات بعيدة عن المناكفات السياسية والصراعات الحزبية المقيتة؟، سؤال مشروع بحاجة إلى إجابة شافية وكفى! والله من وراء القصد [email protected]